للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولهذا قلنا في قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} [البقرة: ٢٢٨]: إنه أبلغ مما لو قال: وليتربص المطلقات، وليتربص كأن هذا أمر واقع لا يتغير، {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ}، فهكذا إذا جاء النفي في مقام النهي فهو أبلغ، كأنه حكم بانتفائه وامتناعه.

وأما النهي فهو طلب الكفّ عنه، وقد يمتنع الناس عنه وقد لا يمتنعون، هذا هو الجواب عما لو أورد مُورِد بأن هذا الحديث يدل على النفي لا على النهي.

قال: (إلا البالغ المعتوه والمجنون) بالنون، (والصغير)، هؤلاء ثلاثة ما يُشْتَرَط رضاهم.

(البالغ المعتوه) ما يُشْتَرَط رضاه، السبب: لأنه لا إذن له، ولا يَعْرِف ما ينفعه مما يضره، المعتوه هو الذي نسميه في اللغة العامية الْخَبَل، لا هو بمجنون ولا هو بعاقل، هذا نسميه معتوهًا.

البالغ المعتوه الذي ليس عنده عقل، فهذا يُزَوِّجه أبوه، ولا يُشْتَرَط منه ( ... )، لكن بماذا نعلم أنه يبغي النكاح؟

نعرف ذلك بِمَيْلِه إلى النساء وتحدُّثِه في النكاح، وظهور علامات الرغبة عليه، يعرف، فهذا نُزَوِّجه ولا يحتاج أن نستأذن منه.

ثانيًا: (المجنون)، المجنون أبعد من المعتوه، والمجنون أيضًا لا يُشْتَرَط رضاه، وعلامة رغبته في النكاح بالقرائن، فإذا رأينا القرائن تدل على أن هذا المجنون يريد الزواج زوَّجْناه ولا حاجة نقول: تعالَ بِدَّك نزوِّجك ولَّا لا؟ يمكن لو قلنا له: تريد نزوِّجك يقول: لا ما بتزوج، وهو يطلب النكاح ما يعرف ويش معنى الزواج.

الثاني: (الصغير) الصغير يقول: لا يُشْتَرَط رضاه، وفي هذه المسألة نظر؛ أن يزوِّج الأب ابنه الصغير بدون رضاه، صحيح أن الصغير لا إذن له معتبر؛ لأنه يحتاج إلى وَلِيّ، لكن هل هو في حاجة إلى الزواج؟ غالبًا ليس بحاجة، والصغر علّة تزول ولَّا لا؟

طالب: نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>