أبدًا ما علمنا ذلك، بل إننا نعلم علم اليقين أن عائشة لو استأذنها أبوها لم تمتنع، النبي عليه الصلاة والسلام خَيَّرَها مثلما أمره الله:{قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ}[الأحزاب: ٢٨] ما ( ... ){أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}[الأحزاب: ٢٨]، بلطف وحسن معاملة، وشيء من المال أمتعكن وأسرحكن، {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب: ٢٩]، أول مَن بدأ به عائشة (٩)، وقال لها النبي عليه الصلاة والسلام:«اسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ فِي هَذَا»، شاوريهم، قالت: يا رسول الله، أفي هذا أستأمر أَبَوَيّ؟ إني أريد الله والدار الآخرة، فمن هذه حاله لو استُؤْذِنَت لأول مرة أن تتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم هل تقول: لا؟
طلبة: لا.
الشيخ: يقينا عندنا هذا مثل الشمس، فهل في هذا الحديث دليل لهم؟ لتعرف أن ما فيه دليل.
طالب: هذا بعدما كَبِرَت؟
الشيخ: ما فيه دليل، فإذا قال قائل: إذا كانت صغيرة لا يُشْتَرَط إذنها، بخلاف الكبيرة، ثم أنتم تقولون: ولو مكلَّفة، لو هي بالغة عاقلة من أحسن الناس عقلًا، ولها عشرون سنة أو ثلاثون سنة، يعني قال: ولو مكلَّفة فلا يُشْتَرَط رضاها، فأنتم لا دليل لكم في هذا الحديث، ثم نقول: نحن نوافقكم، وأنى لكم إذا جئتم بمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثل عائشة، وهل يمكن أن يأتوا بذلك؟