الشيخ: قطعًا لا يمكن، لو قالوا: إنه يمكن، قلنا: كفرتم؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين، إذن نقول: سبحان الله العظيم، كيف نأخذ بهذا الدليل الذي ليس بدليل، وعندنا دليل صريح صحيح واضح، وهو عموم قوله عليه الصلاة والسلام:«لَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ»(٥)، وخصوص قوله:«وَالْبِكْرُ يَسْتَأْمِرُهَا أَبُوهَا»(٦).
فإذا قال قائل: قوله: «يَسْتَأْمِرُهَا» يدل على أن المرأة لها رأي –البكر-، هل نجعل الحكم خاصًّا بالصغيرة ( ... ) المكلَّفة؟ نعم، ما تُجْبَر، لكن الصغيرة تُجْبَر، ثم أي فائدة للصغيرة في النكاح؟ وهل هذا إلا تصرف في بُضْعِها على وجه لا تدري ما معناه؟ صحيح ولَّا لا؟ صحيح، أي فائدة؟ لا فائدة، لننتظر حتى تعرف مصالح النكاح، وتعرف المراد بالنكاح، ثم بعد ذلك نزوِّجها، المصلحة مصلحتها، فإذا قال أبوها: أنا أسهر الليل والنهار أرجو مثل هذا الرجل الكفء الدَّيِّن العالم الشاب الغني الذكي السخي الجواد، من ( ... )، هذا أبغي أزوّجها الآن وهي لها أربع سنين، وإن شاء الله إذا كَبِرَت قلنا: هذا الذي جاء بهذا الرجل الموصوف بهذه الصفات ألا يقدر أن يأتي بمثله؟
طلبة: بلى.
الشيخ: بلى، سبحانه وتعالى يمكن يكون مثله أو أحسن منه، فأنت الآن اتق الله في بنتك وخَلِّها الآن مُطْلَقَة حرة، ثم بعد ذلك يأتي الله بالرزق.
فإذن ليس في المسألة دليل، لكن هاهنا مسألة، وهي أن البنت إذا عيَّنَت مَن ليس بكفء قالت: أنا أبغي ها الرجَّال، هذا الرجَّال هو الذي يعرف الحضارة، حالق اللحية مُسْبِل العوارض، مسبل الثوب، كبير فص الخاتم، مميل للعقال، مخرج للطاقية، يمشي الْهُوَيْنَى، لا يخاف اللائمة ( ... ) لكن لا دِينَ عنده، يطيع الأب؟ ما يطيع هذا، لو تموت وهي تعيِّن مثل هذا الرجل فلا إثم على أبيها، يقول: أنا لا أزوِّجك مثل هذا الرجل أبدًا، ولكن إذا عينتِ كفؤًا فعلى العين والرأس، أما هذا لا يمكن.