للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: ما يوجد، ثانيًا: مَن يكون مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأزواج؟ هذا أبلغ من الأول، استحالة، مستحيل، ثالثًا: مَن يأتي أو مَن تكون مثل عائشة رضي الله عنها؟ هذا أيضًا لا يوجد فيما يظهر لنا، عائشة التي خَيَّرَها النبي عليه الصلاة والسلام أول مَن خَيَّرَ هي، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: ٢٨، ٢٩].

الله أكبر! الرسول صلى الله عليه وسلم قليل ذات اليد، ليس من أغنياء الناس، ومعلوم أن زوجاته ينالهن من الجوع والحاجة ما يناله، يعني جاءه ذات يوم ضيف (١١)، فأرسل إلى أبياته التسعة، تسعة أبيات يريد طعامًا لهذا الضيف، فرجع الرسول قال: ما وجدت إلا الماء ( ... ).

ولكن من رحمة الله عز وجل ومِن حكمته أيضًا أنه أَمَرَ نبيه أن يُخَيِّرَهن إما في الدنيا أو في الله ورسوله، أول ما بدأ بعائشة، ولحداثة سِنِّهَا قال لها النبي عليه الصلاة والسلام من حكمته: «لَا عَلَيْكِ أَلَّا تَسْتَعْجِلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ»، يعني: إن شئتِ تَأَنَّيْ حتى تستأمري تشاوري أبويك، فقالت: يا رسول الله، أفي هذا أستأمر أَبَوَيّ؟ رضي الله عنها، والله إني أريد الله ورسوله، مثل هذه المرأة بعدما كَبِرَت وعرفت واختارت هذه الحال من العيش، هل يمكن ألَّا تقبل أن أباها يزوِّجها الرسول صلى الله عليه وسلم؟ لا يمكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>