للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: يعني مثل الواحد ما يزوِّج أخاه ولا ابن أخيه ولا ابن عمه، لا يزوِّجون صغيرة دون تسع بأي حال من الأحوال، كذا؟ لا يزوِّجون كبيرة عاقلة ولا بنت تسع إلا بإذنهما، وهو كما سيأتينا، الكبيرة المجنونة يزوِّجونها بشرط الحاجة، إذا احتاجت إلى النكاح وصار من مصلحتها أن تُزَوَّج حتى لا تفسد أخلاقها فيزوِّجُونها.

قال المؤلف رحمه الله: (إلا بإذنهما)، الدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، وَلَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ» (١)، فقوله: «لَا تُنْكَحُ» خبر بمعنى النهي؛ لأن الرسول أخبر بأنها لا تُنْكَح لكن المراد أنه نهى أن تُنْكَح إلا بإذنها.

الثيب تُسْتَأْمَر، ويش الفرق بين الاستئذان والاستئمار؟ الاستئذان أنه يقال لها –مثلًا-: خطبك فلان بن فلان، ويُذْكَر من صفته وأخلاقه وماله، فقط، ثم أن تسكت أو ترفض، الاستئمار أنها تُشَاوَر، يعني من الائتمار في قوله تعالى: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق: ٦]، {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ} [القصص: ٢٠]، فهي تشاوَر الثيب، وذلك لأنها عرفت النكاح وزال عنها الحياء، فكان لا بد من أي شيء؟ لا بد من استئمارها، وهذا عام.

ما هو الإذن؟ قالوا: (وهو صُمَات البكر ونُطْق الثيب)، هذا الإذن؛ صمات البكر أي: سكوتها، ونطق الثيب، ويش معنى نطقها؟ أن تقول: نعم رضيت.

وقول المؤلف: (صمات البكر)، ظاهر كلامه: ولو بكت أو ضحكت، أما إذا ضحكت فظاهر أنها راضية، أو لا؟

طلبة: نعم.

الشيخ: وإذا بَكَتْ؟ الفقهاء يقولون: إن هذا ما يدل على عدم الرضا، بل قد يدل على الرضا، وأنها بكت لفراق أبويها، عَرَفَتْ أنها إذا تزوَّجت ستفارق الآباء، فإذا بكت فمعنى ذلك أنها بكت على فراق الأبوين الحاصل بأي شيء؟ بالزواج، فلا يدل ذلك على الكراهة.

<<  <  ج: ص:  >  >>