للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وظاهر كلام الأصحاب رحمهم الله أن المسلم لا يُزَوِّج مَوْلِيَّتَه الكافرة، كابنته وأخته وعمته، ما يُزَوِّجُهم، مع أنه أعلى منهم أو لا؟ صحيح أن الكافر لا يُزَوِّج مَوْلِيَّتَه المسلمة لا شك، لكن كون أن المسلم ما يزوج الكافرة هذا في النفس منه شيء، فإن كانت المسألة إجماعًا فالإجماع لا يمكن الخروج عنه، وإن كانت في المسألة خلاف فالراجح عندي أن المسلم يجوز أن يزوِّج الكافرة؛ لأنه أعلى منها، وهو مأمون عليها ولَّا لا؟ مأمون عليها، بخلاف العكس؛ الكافر ما يُزَوِّج المسلمة؛ لأنه غير مأمون. ( ... )

العدالة شرط للولي، فغير العدل لا يصح أن يكون وَلِيًّا، لماذا؟ لأنها ولاية، فيُشْتَرَط فيها الأمانة، ولاية نظرية ينظر فيها الولي ما هو الأصلح للمرأة، فيُشْتَرَط فيها الأمانة، والفاسق غير مؤتمن حتى في خبره، فكيف في تصرفه؟ والله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: ٦]، إذن الفاسق لا يصح أن يكون وَلِيًّا على ابنته، ولا على أخته، ولا على بنت أخيه، وما أشبه ذلك.

ولكن الفقهاء في هذا الباب خَفَّفُوا بعض الشيء، قالوا: تكفي العدالة ظاهرًا، فإذا كان هذا الولي ظاهره الصلاح لكن في باطن أمره ليس بصالح، مثلًا عُرِف ظاهره أنه رجل صالح لكنه يشرب الدخان في بيته، هذا عدل ظاهرًا وليس عدلًا باطنًا، يصح أن يكون وَلِيًّا، فهم خَفَّفُوا بعض الشيء.

رجل حالق لحيته؟ يصح أن يكون وَلِيًّا؟

طالب: فاسق ظاهر.

الشيخ: هذا فاسق ظاهر وباطن من باب أولى، هذا لا يصح أن يكون وَلِيًّا، يعني ما يُزَوِّج بنته، اللي حالق لحيته ما يُزَوِّج بنته، الذي يتعامل بالربا علنًا ما يُزَوِّج بنته، الذي اغتاب شخصًا من المسلمين ولو مرة واحدة في عمره ولم يَتُبْ؟

طالب: ما يُزَوِّج.

<<  <  ج: ص:  >  >>