الشيخ: ما يُزَوِّج بنته؛ لأنه فاسق، يعني لو واحد مثلًا في مجلس اغتاب واحدًا من المسلمين ظاهر واضح ولا تاب فإنه لا يُزَوِّج ابنته، لماذا؟ لأنه فاسق غير عدل، رجل يمشي في السوق ( ... ) الفصفص يزوِّج بنته؟ ما يزوِّج بنته، ليش؟
طالب: ليس بعدل.
الشيخ: لأنه لم يستعمل المروءة، ليس من المروءة للرجل، أما نعم مع الصبيان وما أشبههم يمكن يفعلون هذا، ولا يُعَدّ هذا قادحًا فيهم، لكن رجل له هيبته وله قيمته يجيء ( ... ) الفصفص بالسوق، يمكن بعده يكون مدَلِّع، ويمكن يحطه في زِرّته، وغترته بعدُ وراء، طالع بنصف الطاقية، والغترة على وزن الهامَة، يمكن يُرْمَى بالجنون، هذا ما يُزَوِّج بنته كان بالأول أيضًا اللي يتقهوى بالشارع بيُعْتَبَر؟
طالب: معصية.
الشيخ: خلاف المروءة، لكن الآن بالعكس، يعني الناس الآن صاروا يتقهوون بالشارع ولا يَعُدُّون هذا خلاف المروءة.
على كل حال هذا ما يراه الفقهاء رحمهم الله في هذه المسألة؛ أنه يُشْتَرَط للولي أن يكون عدلًا، وإلا ماذا نصنع إذا لم نجد .. كل أقاربها حالقون لحاهم، مَن يزوجها؟
طالب:( ... ).
الشيخ: نعم، يزوِّجها القاضي أو نائبه بالأنكحة.
هذه المسألة في الحقيقة يمكن لو طبَّقْنَاها يمكن ما نجد أحدًا يزوِّج مَوْلِيَّتَه إلا عشرة في المئة، أو لا؟ لا سيما في هذه المسألة الهينة العظيمة، وهي الغِيبَة؛ الغيبة ما تكاد أحد يَسْلَم، ما تكاد تجد أحدًا سالِمًا من الغِيبَة، والغِيبَة أيضًا ما هي مثل الصغائر، الصغائر قد تستمر، الغِيبَة ولو مرة واحدة يعتبر الإنسان خارجًا من العدالة، ما يصح أن يكون وَلِيًّا، قال ابن عبد القوي رحمه الله في المنظومة:
وَقَدْ قِيلَ صُغْرَى غِيبَةٌ وَنَمِيمَةٌ
وَكِلْتَاهُمَا كُبْرَى عَلَى نَصِّ أَحْمَدِ
وقد قيل: صغرى غيبة ونميمة وكلتاهما كبرى -يعني الغيبة والنميمة- على نص أحمد.