للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: لا، أولى؛ لأن الأكل فيه نوع انتفاع، أما هذا ففيه إتلاف وإضاعة مال، لا انتفعت به أنت ولا انتفع به اليتيم، ولو قال قائل: إن الله يقول: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء: ٢٣]، ولكن هذا قال: ما أثقلكما علي وما أشدكما علي، وأنا متضجر غاية التضجر منكما، يقول لأبيه وأمه، وأيش يصير هذا؟

طلبة: مساوٍ.

الشيخ: مساوٍ؟ (أف) بمعنى متضجر أو أتضجر، الألفاظ اللي إحنا قلنا تعبر عنها، لكن فيها زيادة تأكيدات، لكن ما قال: أف، لما أثقلوا عليه في الأمر أخذ الخشبة وضربهم.

طالب: هذا من باب أولى.

الشيخ: ويش يكون هذا؟ مفهوم، موافقة، أولوية، وقد زعموا أن الظاهرية لا يرون تأثيم الضرب -ضرب الوالدين- قالوا: لأن الله يقول: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء: ٢٣]، وهذا اللي كسر عظامتهم وهو ما تكلم ما فَعَل ..

طالب: لا شيء عليه.

الشيخ: لا شيء عليه؛ يعني: ما قال: أف، لكن هذا ليس بصحيح.

طالب: ( ... ).

الشيخ: إي، هذا ما هو بصحيح، هذا في الحقيقة على فرض أنهم يدعون أنه ما دخل في مفهوم الخطاب، فهم يحرمون هذا من جهة أخرى، من جهة العقوق، هذا من أكبر العقوق، أنه مثلًا يلطخ هؤلاء بأنهم يبيحون أن الإنسان يضرب والديه ولا يقول: أف، ما يقولون هذا، ما يجوز هذا، تهمة لهم.

طالب: ما يؤخذ من الآية.

الشيخ: إي، يمكن لو قلنا: ( ... ) بمفهوم الخطاب، ما ينسب إليهم أنهم يبيحون هذا الشيء؛ يعني بعض الناس يأتي بمثل هذا على سبيل ( ... ) لقولهم والتنفير منه، وهذا ما يجوز؛ لأنهم هم علماء، وبعضهم يريد الحق، لكن ما كل من أراد الحق وُفِّق له.

طالب: مفهوم المخالفة.

الشيخ: مفهوم المخالفة مثل قوله عليه الصلاة والسلام: «وَفِي الْإِبِلْ فِي سَائِمَتِهَا» (١)، في كل خمس شاة، مفهوم القول في سائمتها؟ أن غير السائمة ليس فيها شيء، هذا مفهوم المخالفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>