للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن الرد على هؤلاء أن نقول: إننا ما قلنا إلا ما دَلَّ عليه الدليل، والحديث هذا صححه بعضهم وحَسَّنَه بعضهم، ولا شك أنه حجة، فنحن نأخذ به.

ثم إن النظر يقتضيه؛ لأننا لو أخذنا هذا الأمر وفتحنا الباب لكان كل واحد يدَّعِي هذا، ولا يبقى طلاق على الأرض، فالصواب أنه يقع سواء كان جادًّا أو هازِلًا.

ثم إن قولنا بالوقوع فيه فائدة تربوية، وهي كبح جماح اللاعبين، إذا عَلِمَ الإنسان اللي بيلعب بالطلاق وشِبهه أنه يؤاخَذ به يُقْدِم عليه ولّا لا؟ ما يُقْدِم أبدًا، إذا راح هذا شرقًا راح هذا غربًا، لكن علم أنه يقول: بس أنا والله أمزح، وهم يقولون: خذ امرأتك؛ يطلِّق ألف مرة ويقال: خذ امرأتك، لا شك أنه يفتح بابًا للناس، وتُتَّخَذ آيات الله هزوًا.

طالب: لماذا نقول: إن غير القاصد يتلفظ به غير قاصد له؟

الشيخ: اللي غير قاصد لفظه؟

الطالب: إي نعم.

الشيخ: أو لحكمه.

الطالب: وبين هذا وهذا يا شيخ؟ اللي غير قاصد اللفظ؟

الشيخ: اللي قاصد اللفظ ما قصد اللفظ.

الطالب: قصد اللفظ دون الحكم.

الشيخ: هذا قصد اللفظ ونوى، قال: أنتِ طالق، قال: أنا أردت هذا.

الطالب: ما يعرف الحكم.

الشيخ: لا، يعني ما يدري ويش معنى أنتِ طالق؟

الطالب: إي نعم.

الشيخ: هذا سبق لنا أنه ما يقع الطلاق.

الطالب: لا، لو ( ... ).

الشيخ: قلنا: الفرق بين الهازِل والجادّ، الجادّ أراد اللفظ والحكم، والهازِل أراد اللفظ دون الحكم، هو يعرف الحكم، لكن يقول: أنا ما أردته، أنا أمزح.

الطالب: وقلت قبل هذا: إن من ذكر تلفظ به غير قاصد اللفظ.

الشيخ: هذاك النية، يقول: ما نويت الطلاق، هذا يقول: أنا ناوٍ الطلاق وعارفه لكن هازل أمزح.

الطالب: ما الفرق بينهما؟

الشيخ: الفرق بينهما هو هذا، هذاك قال: أنتِ طالق، ولا نوى الفراق إطلاقًا لا جادًّا ولا هازلًا، وهذا قال: أنتِ طالق، ونوى الطلاق، لكنه يمزح، هذا الفرق بينهما.

طالب: كيف يمزح؟

<<  <  ج: ص:  >  >>