للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: إي نعم.

***

(فصل. وكناياته الظاهرة) كذا وكذا.

الطلاق له صريح وكناية، الصريح تقدم؛ وهو (لفظ الطلاق وما تصرف منه غير أمرٍ ومضارعٍ ومطلِّقةٍ اسم فاعل)، والمؤلف قال: (باب صريح الطلاق وكنايته) وسبق لنا أن الصريح هو الذي لا يحتمل غيرَه، الصريح من كل شيء ما لا يحتمل غيرَه، والكناية ما تحتمله وغيرَه، هذه الكناية؛ ولهذا قال الناظم:

وَكُلُّ لَفْظٍ لِفِرَاقٍ احْتَمَلْ

فَهْوَ كِنَايَةٌ بِنِيَّةٍ حَصَلْ

كل لفظ لفراق احتمل؛ يعني: كل ما يحتمل الفراق فهو كناية، بنية حصل؛ ويش معنى بنية حصل؟ أي: مع النية يحصل الطلاق ويقع الطلاق.

إذن الكناية: كلُّ لفظ يحتمل الطلاق، لكن فقهاؤنا رحمهم الله قسموها إلى قسمين: ظاهرة وخفية، الظاهرة تختلف عن الخفية في أنها صريحة في البينونة؛ ولهذا يوقعون بها ثلاثًا، والخفية غير صريحة في البينونة فلا يوقعون بها إلا واحدة ما لم ينوِ أكثر، هذا الفرق بين الظاهرة والخفية؛ الظاهرة نقول: هي التي تكون ظاهرة في البينونة، والخفية ما ليست ظاهرة في البينونة. يقع بالظاهر على المذهب ثلاثة، وبالخفية واحدة ما لم ينو أكثر.

(كناياته الظاهرة نحو: أنت خَلِيَّة، وبَرِيَّة، وبائن، وبَتَّة، وبَتْلَة، وأنت حرة، وأنت الْحَرَج)، وأيش بعده؟

طالب: (والخفيَّةُ).

الشيخ: (والخفيَّةُ) نعم.

(الظاهرة) هذه الألفاظ اللي هم عدوها، ولكنها ليست على سبيل الحصر؛ لأنه ما دام قلنا: هي التي تحتمل الطلاق وغيرَه، فإن دلت على البينونة فهي ظاهرة، وإلا فخفية.

نشوف الآن، المؤلف يقول رحمه الله: (الظاهرة نحو: أنت) كلمة (نحو) تفيد على أن المؤلف لا يريد الحصر إنما يريد التمثيل.

(أنت خَلِيَّة) (خلية) على وزن (فَعِيلَة) اسم مفعول؛ يعني: مُخَلَّاة، أنت مخلاة.

لو قال: أنا أردت أنت خَلِيَّةُ نَحْلٍ؟

طالب: لم يبق الحكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>