لكن (استبرئي) بماذا؟ الاستبراء معناه هو التربص الذي يُعْلَم به براءة الرحم، وهذا ظاهر في أنه يريد به الاعتداد؛ إذ لا استبراء إلا بالفراق.
(واعتزلي) اعتزلي أيضًا هي كناية؟
طالب: نعم.
الشيخ: إي، ويش وجه دلالتها على الطلاق؟ لأن الطلاق عزلة في الواقع، وإن كان يحتمل (اعتزلي) يعني: كوني في فراش وأنا في فراش، أو في منزل وأنا في منزل، لكن ما دام أنه يحتمل الفراق نجعله كناية من كنايات الطلاق.
قال:(ولست لي بامرأة)، هنا تكون كناية؟
طالب: هنا ظاهرة.
طالب آخر: واضحة.
الشيخ: إي، لكن كناية ظاهرة ولَّا خفية؟
طالب: خفية.
طالب آخر: ظاهرة.
طالب آخر: ما قال اسم الزوجة.
طالب آخر: خفية الظاهر.
الشيخ: نشوف الآن يا إخوان، (لست لي بامرأة) في الحقيقة أنها تقرب من البينونة؛ لأن الرجعية حكمها امرأة؛ حكمها حكم الزوجات، إذا طلق الإنسان امرأته مرة واحدة فهي تبقى في بيته تتشرف له، وتتزين له، وتتطيب له، وتكشف الوجه والذراع والعضد والصدر والبطن، ولَّا لا؟ نعم. لكن إذا كانت بائنًا تحتجب عنه مثلما تحتجب عن اللي بالسوق.
إذا قال: لست لي بامرأة، ويش ظاهر الحال؟ أنها بينونة، وهذه عند الفقهاء يقولون: إنها من الكنايات الخفية، وهي إلى الكنايات الظاهرة أقرب.
لكن قد يقول: أنا أريد بقولي: (لست لي بامرأة) يعني: أنك تعاندين وتعصين أمري، والمرأة عادة لا تعاند ولا تعصي، فقال: واللهِ أنت ما امرأة لي؛ يعني: أن عملك معي ليس من عمل المرأة مع زوجها، نقول: هذا محتمل؛ ولهذا قلنا: ليس بصريح، بل هو من باب الكنايات.
(والحقي بأهلك) ويش معنى (الحقي بأهلك)؟ يعني: روحي على أمك، الحقي بهم، هذه كناية خفية ولَّا ظاهرة؟ خفية.
قال:(وما أشبهه) مثل -يقول عندي بالشرح- لا حاجة لي فيكِ، وما بقي شيء، قال: واللهِ ما لي بكِ حاجة، أو ما بقي شيء، هذه (ما بقي شيء) بعد ( ... ) كناية، يمكن معناه ما بقي شيء ( ... ) قال: ما بقي شيء.