للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طيب، عكس ذلك الروح، لو قال: روحكِ طالق؛ فإنها لا تطلق، لماذا؟ قالوا: لأن الروح تنفصل من البدن، لكن الروح ما تنفصل إلا بالموت، فما دامت حية فروحها باقية، أيهما أعظم الروح ولَّا أنملة من أصبع؟ ! الروح أعظم، لا يمكن أن تبقى بدون روح، لكن يمكن أن تبقى بدون أصبع، ولهذا القول الصحيح في هذه المسألة أنه إذا أضاف الطلاق إلى روحها طلقت؛ إذ لا يمكن أن تنفصل الروح إلا بالموت، إذا ماتت ( ... ) يطلق ولَّا ما يطلق.

العجيب أنه قال: (والشعر)، لو قال: شعركِ طالق، تطلق؟

طالب: يجوز.

الشيخ: لا، ما تطلُق؛ لأن الشعر جزء منفصل، لو انفصل لا تحله الحياة، ولا تتأثر به المرأة، فإذا قال: شعركِ طالق؛ فإنها لا تطلق؛ لأن هذا في حكم المنفصل، ما تطلق ولا الشعر كله، يبقى.

كذلك لو قال: ظفرك طالق، مخشته بظفرها، وقال: ها الظفر؛ لأنه نخشني لازم أطلقه.

طالب: يقصه.

الشيخ: إي نعم، فقال: ظفرك طالق، تطلق ولَّا لا؟ ما تطلق؛ لأن الظفر في حكم المنفصل، ما تحله الحياة ولو قصيته ما صار شيء.

كذلك يقول: (والسن)، يمكن أنها عضته يومًا من الأيام، فقال: أطلق ها السن هذا، أسنانك كلها طالق، تطلُق؟ لا تطلق؛ لأن هذه كلها في حكم المنفصل، ولذلك لو مسها الإنسان وهو متوضئ -مس هذه الأشياء بشهوة، على القول بأن مس المرأة بشهوة ينقض- فإن وضوءه لا ينتقض، وقد مرت علينا هذه في نواقض الوضوء، ولو مسها بظفره، مس بشرتها بظفره لشهوة انتقض وضوءُه؟ لا؛ لأن هذه ما هي أجزاء، هذه فواضل تنفصل وتزول، ولا تحلها الروح.

وقول المؤلف: (ونحوه)، يقول مثل: سمعكِ، بصركِ، ريقكِ طالق؛ فإنها لا تطلق، السمع؛ لأنه صفة معنوية، والبصر صفة معنوية، والريق جسم ولَّا لا؟ جسم لكن منفصل، العرق جسم لكن منفصل. لو قال: أُذنكِ طالق؛ تطلق؟ تطلق؛ لأنه جزء، عضو.

<<  <  ج: ص:  >  >>