الثاني: أن يكون تكرار الخبر فقط، فيقع واحدة ما لم ينوِ أكثر، فإن نوى أكثر وقع حسب التكرار.
إذا قال: أنتِ طالق طالق، ونوى أكثر كم يقع؟ اثنتان، إذا قال: أنتِ طالق طالق طالق يقع ثلاثًا، وهذا -كما رأيتم- إذا لم يكن هناك عطف، فإن كان عطف وقع بحسب التكرار، لو قال: أنتِ طالق، وأنت طالق، وأنت طالق، أو: أنتِ طالق وطالق وطالق؛ يقع بعدده.
وقوله: (وإن قال لمدخول بها: أنتِ طالق وكرَّره وقع العدد).
قلت: من المدخول بها؟ من تلزمها العدة، سواء لدخوله بها أو لخلوته بها، وإن كانت غير مدخول بها، فسيأتي في كلام المؤلف.
قال المؤلف: (وقع العدد إلا أن ينوي تأكيدًا يصح أو إفهامًا).
طالب: ( ... ).
الشيخ: لا، عندي (إفهامًا) بس، و (إفهامًا) أحسن، تكون عبارة متناسبة.
(إلا أن ينوي توكيدًا يصح أو إفهامًا).
طالب: (تأكيدًا).
الشيخ: (توكيدًا) أفصح؛ لقوله تعالى: {وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: ٩١]، ويجوز في اللغة العربية (تأكيدًا).
إذا نوى توكيدًا يصح أو إفهامًا فإنه لا يقع بعدده، وانتبه لقوله: (توكيدًا يصح) متى يصح التوكيد؟ يصح التوكيد بشرطين: أن يكون بلفظ المؤكد، وأن يكون متصلًا.
فإذا قال: أنتِ طالق، أنتِ طالق، أنتِ طالق؟
طالب: يقع ثلاثًا.
الشيخ: لكن لو قال: أردتُ التوكيد؟
الطالب: يصح.
الشيخ: نعم، نقبل منه، حتى في الحكم نقبل منه، حتى عند القاضي نقبل منه. كم يقع إذا قال: أردت التوكيد؟ يقع واحدة؛ لأنه يصح هنا التوكيد، اللفظ واحد ومتصل ولَّا منفصل؟ متصل.
فإن قال: أنتِ طالق، أنتِ طالق، أنتِ طالق، وقال: أردت توكيد الأولى بالثالثة، كم يقع؟ يقع ثلاثًا، قال: أنتِ طالق، أنتِ طالق، أنت طالق، وقال: أردت توكيد الأولى بالثالثة يقع ثلاثًا لأجل الفصل؛ لأنه هنا فصل بين الجملة الأولى والثالثة بالثانية.