الشيخ: إذن (إن لم أصعد) معناه: أنه وقع الطلاق، معناه أنه يقع الطلاق فورًا؛ لأنه عُلق على أمر يستحيل وجوده، وإذا استحال وجوده ويش وجب؟ إذا استحال وجوده وجب عدمه وانتفاؤه، وحينئذ نقول: علقت الطلاق على أمر واجب -وهو انتفاء الطيران- فيكون الطلاق واقعًا فورًا.
طالب: القول الصحيح في هذه المسألة أن يقال: الصحيح أن يقع الطلاق؟
الشيخ: إي، يقع الطلاق، نعم، لكن هذا إذا قُصد به اليمين، سيأتينا إن شاء الله في باب تعليق الطلاق بالشروط ( ... ) التعليق.
***
قال المؤلف رحمه الله:(وَأَنْتِ طَالِقٌ اليَوْمَ إِذَا جَاءَ غَدٌ لَغْوٌ).
انتبهوا للصورة الآن:(أنت طالق اليوم إذا جاء غد)، يقول: هذا (لغو)، ويش السبب؟ لأن غدًا لا يمكن أن يأتي اليوم، يمكن أن يصير اليومُ باكرًا؟ لا، فغد ما يجيء اليوم، إذا قال:(أنت طالق اليوم إذا جاء غد) يقول المؤلف: (لغو). وأيش السبب أنه لغو؟
طلبة: مستحيل أن يأتي.
الشيخ: مستحيل أن يأتي؟
طالب: نعم.
الشيخ: فيكون علق الطلاق على شيء مستحيل، فلا يقع الطلاق، لكنه في الحقيقة كما قال المؤلف: هو لغو؛ لأن مثل هذا الكلام ما يصدر من إنسان عاقل يعي ما يقول، ( ... ) ما ندري عنه.
(إذا جاء غد لغو) يقول عندي: لعدم تحقق شرطه؛ لأن الغد لا يأتي في اليوم بل بعد ذهابه.
(وإذا قال: أنت طالق في هذا الشهر أو اليوم طلقت في الحال).
إذا قال: أنت طالق في هذا الشهر، نقول: تطلق الآن، ويش السبب؟ لأن الآن من الشهر، وكذلك إذا قال: أنت طالق في هذا اليوم، تطلق في الحال؛ لأن الآن من اليوم.
(وإن قال: في غد، أو السبت، أو رمضان؛ طلقت في أوله) إذا قال: أنت طالق في غد، أو في يوم السبت، أو في رمضان فإنها تطلق في أوله، كيف في أوله؟ لأن غدًا يتحقق بدخوله في أوله، وكذلك أيضًا يوم السبت يتحقق بأوله، ورمضان يتحقق بأول جزء منه.