ولكن إذا قال: أنت طالق في غد، فمتى تطلق؟ تطلق بعد غروب الشمس -شمس غدٍ- أو بعد طلوع الفجر منه؟
طالب: طلوع الفجر.
الشيخ: الظاهر أنه هذا الأخير؛ لأن هذا هو المعروف؛ أن الغد يُعنى به النهار.
كذلك إذا قال: في يوم السبت، ويش معناه؟ النهار، فتطلق في أول النهار، في أول طلوع الفجر.
في رمضان متى تطلق؟ في أول دخوله بعد غروب آخر ليلة من شعبان.
(وإن قال: أردت آخر الكل؛ دُيِّن وقُبل).
طالب:(آخر الكل)، أو:(لكلٍّ)؟
الشيخ:(آخر الكل)، ما فيها غير ألف واحدة فقط.
طالب: عندنا (آخرًا لكلٍّ).
الشيخ: لا، (آخر الكل)، (إن قال: أردت آخر الكل دُيِّن وقُبل).
(آخر الكل) ويش (الكل)؟ اليوم، الغد، السبت، الشهر.
(إذا قال أردت آخر الكل) يقول: (دُيِّن وقُبل)، ويش معنى (دُيِّن)؟ أي: فُوض ذلك إلى دينه، ولكن في الحكم يقبل ولّا لا؟ لا يُقبل؛ لأنه كلما قال الفقهاء رحمهم الله:(دُيِّن) فالمعنى فيما بينه وبين الله، وأما عند المحاكمة فيؤخذ بما يدل عليه ظاهر اللفظ.
ففي المسألة الأولى إذا قال: أنت طالق في هذا اليوم، وقال: أردت آخر اليوم، إن طالبته المرأة حكم بالطلاق مِن تكلُّمِهِ به، وإن لم تطالبه دُيِّن، كذلك إذا قال: أنت طالق في غد، وقال: أردت آخر النهار، نقول: إن طالبته حكمنا بالطلاق من أول النهار، وإن لم تطالبه دُيِّن، وكذلك السبت، وكذلك رمضان.
ولكن هل الأفضل أن تطالبه أو أن نُدَيِّنه؟ قلنا فيما سبق: إن كان الرجل ذا دين وأمانة ومستقيمًا فإن الواجب عدم المطالبة، وإن كان الأمر بالعكس فإن الواجب المطالبة، على حسب الحال.