للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيُّ امرأة تقوم؛ هذه للعاقل، أيُّ سيارة تركبها؛ لغير العاقل، أي وقت تزورني أكرمك؛ للزمان، أيُّ مكان تنزل فأنت مُقرَّب؛ هذه للمكان.

(أيُّ) المراد هنا في باب تعليق الطلاق بالشروط للعاقل، وكذلك الزمان والمكان: أي امرأة تقوم فهي طالق، أي وقت تزورين فلانًا فأنت طالق؛ للزمان.

يقول: (ومَنْ) بفتح الميم وسكون النون، احترازًا من (مِنْ) فإن (مِن) حرف جر، و (مَنْ) هنا شرطية، مثل أن يقول: من قامت فهي طالق، فأي امرأة تقوم تكون طالقًا.

(وكلما) تدخل على الفعل، مثل أن يقول: كلما قمتِ فأنت طالق.

قال المؤلف: (وهي وحدها للتكرار)، (وهي) يعني (كلما)، (وحدها) دون سائر الأدوات (للتكرار)، هذه من خصائص (كلما) أنها للتكرار، فإذا قال لزوجته: كلما قمتِ فأنت طالق، فقامت تطلق، ثم قامت ثانية تطلق، ثم قامت ثالثة تطلق، ثم قامت رابعة خلاص بانت ما لها مكان، كلما قمتِ فأنت طالق.

(إن) مثلًا لا تفيد التكرار، فإذا قال لها: إن قمت فأنت طالق، ثم قامت طلقت، فإذا قامت ثانية لم تطلق؛ لأن الذي يفيد التكرار هي (كلما) فقط.

الآن (كلما) هل عدها النحويون من أدوات الشرط الجازمة؟ لا، (كلما) ما هي من أدوات الشرط الجازمة، ولكنها من أدوات الشرط غير الجازمة.

يقول: (وكلها).

إذن نقول: تنقسم أدوات الشرط باعتبار التكرار إلى قسمين: ما يفيد التكرار، وما لا يفيد التكرار.

ما الذي يفيد التكرار؟ كلما فقط للتكرار، ومعنى أنها للتكرار أنه كلما تكرر الشرط وقع الطلاق.

قال: (وكلها) يعني كل أدوات الشرط المذكورة، (ومهما) أضاف المؤلف (مهما) وهو ما ذكرها بالأول، يعني: مهما فعلتِ كذا فأنت طالق.

(بِلَا لَمْ أَوْ نِيَّةِ فَوْرٍ، أَوْ قَرِينَةٍ لِلتَّرَاخِي، وَمَعَ لَمْ لِلْفَوْرِ إِلَّا إِنْ مَعَ عَدَمِ نِيَّةِ فَوْرٍ أَوْ قَرِينَةٍ).

كلام المؤلف الآن هل هذه الأدوات للفورية أو للتراخي؟

<<  <  ج: ص:  >  >>