نقول: حسب نيته، إن نوى الفورية فهي للفورية، إن نوى التراخي فهي للتراخي، فإذا قال: إن قمتِ فأنت طالق، هل المراد إن قمتِ الآن، أو إن قمتِ في أي وقت؟ حسب نيته، إن كان يريد إن قمتِ الآن فهي إذا قامت فيما بعد لا تطلق، وإن كان يريد: إن قمتِ في أي وقت، فهي أي وقت تقوم فيه تطلق.
كذلك لو وجد قرينة تدل على أن المراد الآن أو في هذه الحال عُمل بها، مثل أن يقال له: بيت فلان عندهم زواج، لكن فيه آلات تصوير، فقال لها: إن ذهبت إلى بيت فلان فأنت طالق. ويش القرينة التي تدل عليه؟ تدل على أنها إذا ذهبت في هذه الحال الفورية، أما فيما بعد فهي لا زالت تذهب إلى جيرانها، أو إلى أقاربها، ولا يقول شيئًا.
إذن نقول: هل هذه الأدوات للفور أو التراخي؟
الجواب: حسب النية؛ إن نوى الفور فهي للفور، أو نوى التراخي فهي للتراخي، وحسب القرينة أيضًا؛ إن دلت القرينة على أنها للفور فهي للفور، وإن دلت على أنها للتراخي فهي للتراخي.
فإن لم توجد قرينة ولا نيّة؟ إذا لم يوجد قرينة ولا نية يقول المؤلف:(فمع لم للفور إلا إن) فهي تبقى على التراخي، فإذا لم يوجد نية ولا قرينة فإنها مع (لم) للفور، وبدون (لم) للتراخي.
(إلا إِنْ) فإنها تكون للتراخي حتى مع (لم).
مثال ذلك: إذا لم تقومي فأنت طالق. قلنا: ويش قصدك؟ لم تقومي الآن، أو ولو فيما بعد؟ قال: والله ما لي نية. فيه قرينة تدل على أن المراد إن لم تقومي الآن أو مطلقًا؟ ما عندنا قرينة، ماذا تكون؟ تكون للفورية.
أيُّ امرأة منكن لم تقم فهي طالق.
متى؟ الآن ولّا فيما بعد؟ نشوف، إذا كان ما عنده نية فالمراد الآن، إذا لم تقم الآن، فهي تكون للفور مع (لم).
كذلك: كلما لم تقومي فأنت طالق. هذه تكون للفور والتراخي لماذا؟ ضرورة التكرار، كلما لم تقومي إذا دعوتك فأنت طالق، فالمراد؟ التكرار فهمناه من (كلما).
مع عدم (لم) ماذا تكون؟ تكون للتراخي، فإذا قال لها: إذا قمت فأنت طالق. الآن يعني؟