وأما المسألتان الأخريان فالترتيب فيهما؛ لأن القاعدة: أنه إذا اجتمع شرطان فالمتأخر منهما لفظًا متقدم زمنًا، هذه قاعدة معروفة: إذا اجتمع شرط في شرط فإن المتأخر منهما متقدم زمنًا؛ لأن هذا شرط عُلِّق على شرط، والمعلَّق عليه لا بد أن يتقدم المعلَّق.
فالقاعدة: إذا اجتمع شرطان وكان الثاني منهما داخلًا في الشرط الأول، فإن الثاني متقدم على الأول في الزمن؛ لأنه قال: إن قمت إن قعدت، أيهما المتأخر لفظًا؟
طالب: إن قعدت.
الشيخ: وزمنًا؟
الطالب: إن قمت.
الشيخ: إن قمت إن قعدت فأنت طالق، المتأخر لفظًا القعود، والمتقدم زمنًا هو القعود، قال الشاعر:
إِنْ تَسْتَغِيثُوا بِنَا إِنْ تُذْعَرُوا تَجِدُوا
مِنَّا مَعَاقِلَ عِزٍّ زَانَهَا كَرَمُ
شرط في شرط:(إن تستغيثوا بنا إن تُذعَروا؛ تجدوا منا معاقِل عِزٍّ زانها كرمُ)، متى تكون الاستغاثة؟
طالب: بعد الذعر.
الشيخ: تكون الاستغاثة بعد الذعر؛ فلهذا إذا جاء شرط في شرط فإن المتأخر لفظًا متقدم زمنًا، فإذا قال: إن قمت إن قعدت فالقعود قبل القيام، وكذلك: إن قمت إذا قعدت، فالقعود ..
طالب: أيضًا قبل القيام.
الشيخ: طيب، إن قال: إن أكلت إن شربت فأنت طالق، مثله؟
طالب: إي نعم.
الشيخ: أيهما اللي تقدم؟
الطالب: الشراب.
الشيخ: الشراب، طيب ألا يحتمل أن قوله: إن أكلت إن شربت، أنه على تقدير العطف، يعني: إن أكلت وإن شربت فأنت طالق؟ نقول: نعم، هو لا بد من وجود أكل وشرب، لكن أيهما الأسبق؟
طالب: الشرب.
الشيخ: الشرب، المتأخر هو الأسبق.
قال رحمه الله:(وبالواو تطلق بوجودهما): أنت طالق إن قمت وقعدت، تطلق بوجودهما ولَّا لا؟
طالب: نعم.
الشيخ: مرتبين؟
الطالب: ولو غير مرتبين.
الشيخ: قال: (ولو غير مرتبين): سواء تقدم القعود أو القيام.
(وبأو بوجود أحدهما): إن قمت أو قعدت فأنت طالق، فإنها تطلق بوجود أحدهما؛ لأن (أو) لأحد الشيئين.