للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة: ٢٣٤]، ولا يصدق عليه أنه زوج حتى يكون النكاح صحيحًا.

نقول: هذا الدليل صحيح، والاستدلال صحيح، وهو دليل على أنه لا عدة ولا إحداد في غير النكاح الصحيح، وإنما من اعتقده صحيحًا فله حُكمُه، كما لو كان ممن يرون أنه لا يجب الولي في النكاح، ومن اعتقده فاسدًا فإنه حكمه حكم الباطل.

(في نكاح صحيح)، يقول المؤلف رحمه الله .. الدليل كما أشرنا إليه قبل.

قوله: (ولو ذمية)، (لو) هذه إشارة خلاف، الذمية من هي؟ اليهودية أو النصرانية. وهل يمكن أن يُتوفى شخص مسلم عن زوجة يهودية أو نصرانية؟ نعم؛ لأن اليهودية والنصرانية حلال للمسلمين، فلو مات عن امرأة غير مسلمة، يعني يهودية أو نصرانية، وجبت عليها العدة؛ لأنها زوجة، ووجب عليها الإحداد؛ لأن الإحداد تابع للعدة.

(ولو ذمية)، فإن قُلت: ما هو الدليل؟ قلنا: الدليل عموم قوله تعالى: {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} وهذه زوجة، وعموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «إِلَّا عَلَى زَوْجٍ».

يبقى النظر لو قال قائل: الذمية لا يجب عليها إحداد؛ لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ» (٣) إلى آخره، قال: «تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ»، والذمية لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر، أو لا؟

طالب: لا تؤمن.

طالب آخر: تؤمن.

طالب: لا، تؤمن.

الشيخ: ما تؤمن.

طالب: الإيمان غير مطلوب.

طالب آخر: الإيمان مطلوب.

الشيخ: الإيمان هو الذي يقتضي الإذعان والقبول، ما هو بالإيمان مجرد أن يقول: أنا أؤمن بالله وأؤمن بأني سأبعث، لا، لا بد أن يقبل ويذعن، ولهذا هم غير مؤمنين، وإن قالوا: نؤمن بالله، قلنا: كذبتم، لو آمنتم بالله لآمنتم برسوله عليه الصلاة والسلام محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>