للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طالب: ( ... ) من قبل، هو اجتناب أشياء مخصوصة في وقت مخصوص.

الشيخ: نعم، ما يخالف، هذه تفسير لها، (اجْتِنَابُ مَا يَدْعُو إِلى جِمَاعِهَا وَيُرَغِّبُ فِي النَّظرِ إِلَيْهَا)، هذه هي الأشياء المخصوصة، قلنا فيما سبق: إن اجتناب أشياء مخصوصة في زمن مخصوص، ما هذه الأشياء؟ هي كل (ما يدعو إلى جماعها ويرغب في النظر إليها) مما تتزين به، وسيبينه المؤلف؛ هذا هو الإحداد. اضبط الحد بتعريفه: كل ما يدعو إلى جماعها ويُرغِّب في النظر إليها.

وكلمة (كل ما)، (ما) هذه اسم موصول، والأسماء الموصولة من قبيل المبهم، يحتاج إلى بيان، البيان قال: (مِن) (ما يدعو إلى جماعها).

كلمة (مِن) هذه بيان لكلمة (يدعو) يعني: ما الذي يدعو إلى جماعها؟

قال المؤلف: (من الزينة)، ويش هي الزينة؟

الثياب، الزينة الثياب التي يُتزين بها، فإذا قيل: هذا الثوب ثوب بِذلة؛ يعني ثوب عادي لم يجب اجتنابه، سواء كان فيه تشجير أو تلوين أو ما كان فيه، وإذا قيل: هذا ثوب زينة، يعني أن المرأة تُعتبر الآن متزينة، فهذا يجب اجتنابه؛ هذه هي القاعدة.

إذن كل ثياب تتزين بها المرأة عادة فإنه يجب عليها اجتنابها، سواء كانت الثياب شاملة لجميع الجسم، أو مختصة ببعضه، مثال المختصة ببعضه؛ كالسراويل مثلًا، وكالصداري اللي على الصدر فقط، والشامل للبعض مثل الدرع والملحفة والعباءات وما أشبهها، فكل ما يُعدُّ تجملًا من الثياب فإنه يجب اجتنابه؛ هذه واحدة.

الثاني: (الطِّيب)، الطيب بجميع أنواعه، سواء كان دهنًا أو بخورًا، فإنه يجب عليها أن تتجنبه، كل طيب يلصق بها مما تدهن به أو تتبخر به، فأما شم الطيب فلا يضر؛ لأن هذا ما يلصق ببدنها ولا يتعلق بها، فلو أرادت أن تشتري طيبًا وشمته فلا حرج عليها، لكن تبغي تتطيب في بدنها بما يلصق به، ويظهر منه الرائحة؛ هذا لا يجوز.

طيب، الرَّيحان طِيب؟

طالب: نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>