يعني لو قال قائل: حديث عائشة ما فيه دليل على الحصر بخمس، فيه دليل على أن الخمس تُحَرِّم، ومن قال: إن الثلاث تُحَرِّم قال: إن الخمس تُحَرِّم أيضًا، فنحن نقول بهذا، الخمس يحرمن والأربع يحرِّمن والثلاث يحرِّمن؛ لأنه يقول الرسول:«لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ، وَلَا الرَّضْعَةُ وَلَا الرَّضْعَتَانِ»، واضح، فهذا إيراد قوي جدًّا.
قلنا: الجواب على ذلك من وجهين، أنتم فاهمون الإيراد ولَّا لا؟
طلبة: نعم.
الشيخ: الجواب على ذلك من وجهين:
الوجه الأول: أنه قد رُوِيَ أن الرسول قال في حديث عائشة: «لَا يُحَرِّمُ إِلَّا خَمْسُ رَضَعَاتٍ»، بهذا اللفظ، فتُوُفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، وهذا حصرٌ طريقُه النفي والإثبات.
الوجه الثاني: أن نقول: إن عائشة رضي الله عنها ذكرت عددًا أعلى وعددًا أدنى؛ العدد الأعلى ما هو؟ عشر، والأدنى خمس، ولو كان هناك عدد أدنى من الخمس لبَيَّنَتْه.
فيه وجه ثالث: أن الأصل عدم التحريم، والثلاث والأربع مشكوك فيهما باعتبار حديث عائشة، أليس كذلك؟ إذا كان مشكوكًا فيهما فما الأصل؟ الحِلّ وعدم التحريم حتى يثبت التحريم، وعلى هذا فيكون الصواب أنها خمس.
لكن أَوْرَدَ الذين يقولون بالثلاث بأن الخمس ليس لها أصل معتبر في الشرع، بخلاف الثلاث فلها أصل، ويش الأصل اللي بالثلاث؟ ما ذكرناه قبل قليل: الاستئذان، والسلام، والصيام ثلاثة أيام، وما أشبهها، ولكن الجواب: أن الخمس لها أصل مُعْتَبَر في الشرع، الصلوات كم؟ خمس صلوات، والزكاة النِّصَاب خمس في الإبل، وخمس في الفضة.
طالب: أركان الإسلام خمس.
الشيخ: إي، ما يخالف، وكذلك أيضًا في الأوسق خمسة أوسق، وأركان الإسلام كم؟ خمسة، والإيمان الذي ذَكَرَهُ الله في البِرّ خمسة؛ {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}[البقرة: ١٧٧].