للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إذا كان غنيًّا بماله أو بكسبه فإنه لا نفقة له؛ لأنه إن كان غنيًّا بماله، فالمال عنده إن كان غنيًّا بكسبه فإننا نلزمه بأن يكتسب فصار (فقر من تجب له) الفقر معناه الخلو، وهو متفق مع القفر للمكان الخالي في الاشتقاق الأكبر ولَّا الأصغر؟ في الاشتقاق الأكبر؛ لأن الحروف متفقة مع اختلاف الترتيب؛ قَفْرٌ وفَقْرٌ، الحروف واحدة (ف ق ر) لكن الترتيب مختلف، فهو متفق معه في الاشتقاق؛ فلهذا نقول: الفقر معناه الخلو.

والفقر نوعان: فقر بالمال، وفقر بالعمل والكسب؛ فالفقر بالمال ألَّا يكون عنده نقود، والفقر بالعمل والكسب ألَّا يكون له كسب؛ إما لعجزه، وإما لأنه ليس هناك عمل يعمله فلا بد من هذا؛ ولهذا قال: (مع فقر من تجب له وعجزه عن التكسب)، وعجزه عن التكسب داخلة في الفقر في الحقيقة.

الثالث قال: (إذا فضل عن قوت نفسه) هذا الشرط الثالث غنى المنفق؛ يعني: أن يكون المنفق غنيًّا، وما صفة الغنى هنا؟ الغنى يختلف باختلاف الأبواب؛ فالغنى في باب الزكاة من ملك نصابا، والغنى هنا غير، والغنى في زكاة الفطر غير، والغنى في الكفارة غير، المهم أن الغنى يختلف باختلاف الأبواب.

الغنى هنا يقول المؤلف: (إذا فضل عن قوت نفسه، وزوجته، ورقيقه يومه وليلته) (إذا فضل عن قوت نفسه) نفس من؟

طالب: ( ... ).

<<  <  ج: ص:  >  >>