للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهذا يجب أن نعرف أن معنى قوله: (لا من رأس ماله) ما المراد به؟ المال الذي يحتاج إليه ليكتسب بربحه بحيث يتكسب ويربح؛ ولهذا قال: (لا من رأس مال وثمن ملك) الملك يشمل الملك الذي يسكنه، مثلًا قال له قريبه: أنت عندك فيلا بعها وأنفق عليَّ واستأجر لنفسك، بعها بمئة ألف وأنفق عليَّ واستأجر لنفسك بعشرة آلاف ريال ( ... ) عشر سنين اللي عندك، نقول: لا؛ لأنه يحتاج إلى هذا الملك، وكذلك لو كان الملك يحتاج إليه ( ... ).

فيه رجل ما عنده تكسب، ما عنده رأس مال، لكن عنده ملك يدر عليه؛ إما مزرعة، وإما فيلا يؤجرها، والمغل من ذلك الملك يكفي لقوته وقوت زوجته ورقيقه، نقول: بع الملك وأنفق على القريب؟ لا، عنده سيارة ( ... ) وقال له قريبه ( ... ).

طالب: ( ... ).

الشيخ: ( ... ) ويش تقولون في هذا؟ يلزم؟

طلبة: ما يلزم.

الشيخ: ما يلزم، لا سيما إذا كان هذا الرجل ممن جرت عادته بركوب مثل هذه السيارة الفخمة، فالحاصل أن ما يحتاجه الإنسان لنفسه هذا لا يلزم ببيعه.

قال المؤلف: (وآلة صنعة) هذا رجل صانع عنده ماكينة يشتغل فيها؛ تجارة أو حدادة أو ما أشبه ذلك، وقال له قريبه: بعها وأنفق عليَّ ( ... ) أيمكن؟ ما يمكن؛ لأن هذا يضره.

والدليل على هذا كله قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» (١)، وقوله: «ابْدَأْ بِنَفْسِكَ ثُمَّ بِمَنْ تَعُولُ» (٢)، وهذا من حاجات نفسه.

( ... ) يجب على الوارث أن ينفق سواء كان المنفق عليه وارثًا ( ... )؛ مثل الأخ: أخ شقيق مع أخ شقيق، الآن يتوارثان هذان الأخوان، هل يتوارثان؟ نعم، لو مات أحدهما عن الآخر لورثه، فيتوارثان، فإذا كان رجل له أخ شقيق فقير وهو غني وهو يرث أخاه؛ يعني: ليس محجوبًا بأب ولا محجوبًا بابن للأخ، فإنه يجب عليه أن ينفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>