وهل يمكن أن يتبعض القتل؟ ما يمكن، لو رفعناه عنهم جميعًا لكان في ذلك ظلم للمقتول؛ لأنهم أعدموه، أزهقوا نفسه، هذا كيف ( ... )، فلهذا كان النظر والأثر موجبين لقتل الجماعة بالواحد، ولكن لا بد من شرط، وهو أن يتمالؤوا على قتله، أو يصلح فعل كل واحدٍ للقتل لو انفرد، ما أدري الكلام هذا معقول ولا غير معقول؟
طلبة: معقول.
الشيخ: بشرط أن يتمالؤوا على القتل، لو ما ( ... ) القتل، أو يصلح فعل كل واحدٍ للقتل، نعم، يعني لو انفرد، مثال التمالؤ قالوا: والله يا جماعة هذا الرجل عنده مال كثير، لعلنا نقتله ونأخذ ماله، قال بعضهم لبعض: توكلوا على الله، وإن كان هذه كلمة ما ينبغي أن تقال في هذا المكان، قال: يلّا ( ... ) يا فلان هنا راقب، وفلان هنا راقب، وفلان هنا راقب، وواحد منا يشحذ السكين، وواحد منا يذبحه، هه؟
طالب: تمالؤوا.
الشيخ: تمالؤوا وتعاضدوا وتآزروا، فهؤلاء يُقتلون، أو لم يتمالؤوا لكن فعل كل واحد يصلح للقتل، مثل -والعياذ بالله- ناس أرادوا أن يهجموا على شخص، يبغوا يقتلونه ويأخذون ماله، لكن بدون ما اطلع كل واحد على الثاني، ولا علم بالثاني ولا شيء، قدر الله عز وجل أنهم كلهم يجيئون بالليل، وكل واحد رمى الرجَّال هذا، رماه، واحد أصابه مع صدره، وواحد مع بطنه، وواحد مع ساقه، وواحد مع ظهره، ومات الرجل، هؤلاء يُقتلون، كيف يقتلون ما تمالؤوا؟
طلبة: كل واحد ..
الشيخ: لكن فعل كل واحدٍ صالحٌ للقتل؛ يعني ( ... ) لو انفرد.
أربعة جرحوه بدون اتفاق، وواحد لكزه، يُقتلون الخمسة؟
طالب: الأربعة.
الشيخ: الخمسة يُقتلون ولّا لا؟
طالب: ما يُقتلون.
الشيخ: واحد لكزه، وأربعة جرحوه، الذي لكزه ما يُقتل، ترى ما فيهم تواطؤ، الذي لكزه لا يُقتل لماذا؟ لأن فعله لا يصلح للقتل؛ لأنه شبه عمد لو انفرد.
طالب:( ... ) لما لكزه ..
الشيخ: إي، ضربه في مقتل، بارك الله فيك، طرح ( ... ) لكزه في غير مقتل.