للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: (ودية قِنٍّ قيمته) سبحان الله! دية القن قيمته؛ لأن القن بالنسبة للملك، ويش القن؟ القن هو العبد المملوك اللي يباع ويشترى، ويسمى الرقيق أيضًا، ديته قيمته بالغة ما بلغت، وعلى هذا فتختلف الدية في الأرقاء، صح ولَّا لا؟

فلو أن أحدًا قتل رقيقًا شابًّا قويًّا عالمًا صناعيًّا جيدًا جدًّا في كل الميادين، كم قيمته؟ غالية، يمكن تكون قيمته آلاف، يمكن تكون ( ... ) أو أكثر، أليس كذلك؟ ولو قتل قِنًّا كبير السن أعمى العينين أصم الأذنين أشل، كم ديته؟

طالب: ما له دية.

الشيخ: ما له دية ( ... )، المهم قد يكون ما يساوي إلا عشرة ريالات، لا نعتبره إلا قيمة؛ لأنه -كما قلت- بمنزلة البهيمة يباع ويشترى ويقوم.

والدليل على ذلك ما تضافرت به السنة من بيع الرقيق؛ فهذا حديث بريرة كاتبت أهلها على تسع أواق من الفضة، وأقرها الرسول صلى الله عليه وسلم (٧)، ولَّا لا؟ أقرها، وهذا الرجل الذي أعتق غلامًا له عن دبر؛ يعني: أعتقه بعد حياته، وكان عليه دين، فباعه النبي صلى الله عليه وسلم في دينه (٨). والأدلة في هذا كثيرة؛ على أن الرقيق حكمه حكم البهائم؛ لأنه متمول، فهو مال.

(وفي جراحه ما نقصه بعد البرء) في جراح الرقيق، (ما نقصه بعد البرء) جراح الحر غالبه مقدر، أما الرقيق فإنه ما نقصه بعد البرء.

كيف ما نقصه بعد البرء؟ بمعنى أننا نُقَوِّم هذا الرقيق سليمًا من الجرح، ثم نقومه بعد البرء معيبًا بالجرح، فالفرق بين القيمتين هو الدية.

مثال ذلك: هذا رجل جنى على رقيق، فقطع إبهام يده اليسرى وبرئ؛ برئ الرقيق، كيف نعرف دية هذه الأصبع؟

نقول: قَوِّم الرقيق سليمًا، قال: قيمته سليمًا عشرة آلاف درهم، قَوِّمه مقطوع الإبهام، قال: قيمته مقطوع الإبهام تسعة آلاف درهم، كم صارت دية الإبهام؟ ألف درهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>