وعلى هذا فيمكن أن نفرق بين دية الإبهام ودية ( ... )، أيهم أشد؟ الإبهام أشد، فهذا الرقيق قطع خنصره، فصار قبل القطع يساوي عشرة آلاف درهم، وبعد القطع يساوي تسعة آلاف درهم وثمانيَ مئة، كم دية الخنصر؟ صارت دية الخنصر مئتين.
إذن ما دام هذا يقدر بالقيمة ( ... ) القيمة حتى في جراحه وفي أعضائه.
وما ذكره المؤلف من أن في جراحه ما نقصه بعد البرء هو الصحيح، والمذهب أن ديته في الجراح؛ إن كان مقدرًا من حرٍّ فبنسبته من القيمة، وإن كان غير مقدر من حرٍّ فبما نقصه بعد البرء.
المذهب إذا كان هذا الجرح مقدرًا من حرٍّ فبنسبته من القيمة، وإن كان غير مقدر فبما نقصه بعد البرء ( ... ).
قال:(وفي جراحه ما نقصه بعد البرء)(في جراحه) أي: في جراح العبد، (ما نقصه بعد البرء) يعني: أن دية جراحه هو ما نقصه بعد برئه.
مثال ذلك: هذا العبد قطعت يده خطأ، وكان يساوي قبل قطع اليد عشرة آلاف ريال، وبعد قطع يده صار يساوي ألفي ريال فقط، كم ديته؟ ثمانية آلاف؛ في يد واحدة ثمانية آلاف، لكن لو كان المقطوع اليد اليسرى لكان يساوي ستة آلاف، كم تكون دية اليد؟ أربعة آلاف، ففرق بين دية اليمنى ودية اليسرى، فما نقصه بعد البرء فهذه ديته بجراح.
إن لم تنقصه شيئًا أو زادته حسنًا فلا شيء؛ إن لم ينقصه مثل أن يجرحه موضحة، فبرئت ولم يكن لها أثر إطلاقًا، ولم تنقصه، ولا حالت جريان الدم فلا شيء فيه، وإن زادته حسنًا الجناية فلا شيء فيها، كيف تزيده حسنًا؟ لنفرض أنها أصبع زائدة، الأصبع الزائدة إذا زالت تزيده ( ... ) وحسنًا.