المهم في كل واحد من الثلاثة ثلث الدية، وفي الجميع دية كاملة، بناء على القاعدة التي مرت علينا أن ما في الإنسان منه واحد ففيه الدية كاملة، كما جاء في حديث عمرو بن حزم:«وَفِي اللِّسَانِ الدِّيَةُ» وهو بالإجماع، «وَفِي الذَّكَرِ الدِّيَةُ» وهو بالإجماع، «وَفِي الصُّلْبِ الدِّيَةُ»(١٠)، فالعلماء رحمهم الله استنتجوا من ذلك أن ما في الإنسان منه واحد ففيه دية، وما فيه شيئان ففيه نصف دية، وفي الاثنين دية قال: وما فيه ثلاثة ففيه ثلث الدية في الواحد، وفي الجميع دية كاملة.
(وفي الأجفان الأربعة الدية) الأجفان هي أغطية العينين، في كل عين غطاءان؛ أحدهما من فوق، والثاني من تحت، وهذان الأجفان كما يقولون ( ... )؛ يعني بمعنى أن الإنسان لو جاء أدنى شيء غمض بلا شعور ( ... ) أوتوماتيكيًّا، بدون أي شعور على طول، وهذا من حكمة الله عز وجل أن جعل فيها إحساسًا بدون إرادة حتى تحمي هذه العين، هذه الأجفان في الإنسان منها أربعة؛ في كل جفن ربع الدية، وفي الجميع دية كاملة، وفي الثلاثة ثلاثة أرباع الدية.
لا فرق بين الأعلى والأسفل؟ لا فرق بين الأعلى والأسفل، فإذا قص هذا -مثلًا- فعليه ربع الدية، وقص الثاني فعليه نصف الدية، وهكذا، والأجفان غير الأهداب؛ لأن الأهداب هي الشعور، أما هذه فهي جلد.
قال:(وفي الأجفان الأربعة الدية، وفي كل جفن ربعها) إذن ما في الإنسان منه واحد، وما في الإنسان منه اثنان، وما في الإنسان منه ثلاثة، وما في الإنسان منه أربعة.