كذلك أيضًا الثالث: شعر الحاجبين، الحاجبان هما العظمان الناتئان فوق العينين، ففي شعرهما الدية، وفي الواحد نصف الدية، والحاجبان هذان من نعمة الله عز وجل على الإنسان؛ لأنهما يحميان العين من نزول ما يضرها من ناحية الجبهة، من عرَق أو غيره، وفي نفس الوقت يظللانها من أشعة الشمس والأنوار الساطعة، وفيه فوائد أيضًا أكثر من هذا.
في الأهداب أيضًا، أهداب العينين، الدية كاملة، وفي الواحد ربع الدية؛ لأن أربعة، هذه الشعور الأربعة في كل واحد منها دية كاملة؛ لأنه لا يوجد في البدن سوى شيء واحد منها في اللحية، والرأس، وسوى اثنين منها في الحاجبين، وسوى أربعة منها في أهداب العينين.
بقي علينا من الشعور شعر الشارب، لو جنى عليه حتى أذهب شعر شاربه ما الذي عليه؟
طالب: حكومة.
الشيخ: عليه حكومة. ما عليه شيء؟ !
طالب: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بحفِّه ..
الشيخ: أمر بحفِّه، لا بإتلافه، هذا أتلفه مرة حتى صار موضع الشعر من شاربه كخدِّه، فعلى هذا فيه حكومة.
العنفقة، ويش فيها؟ فيها حكومة؛ لأنها ما هي من اللحية، العنفقة هذا الشعر الذي بين الشفة واللحية، هذا فيه حكومة. طيب شعر الإبطين؟
طالب: يعطيه.
الشيخ: ما فيه شيء؟ ! ينظر، لازم نرجع للطب يا جماعة، إذا قال الطب: إن وجوده خير، وأن إزالته بالنتف فيه مصلحة للبدن، تقوية للمكان هذا حتى لا يكون رقيقًا مرة فيتعفن بالعرق، وما أشبه ذلك، ربما. المهم على كل حال يسأل الأطباء، إن قالوا: إن جنايته عليه حتى أذهب شعر إبطيه، هذا إحسان إليه، قلنا؟
طالب: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
الشيخ: نعم، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وإن قالوا: لا، الله حكيم عز وجل، ما خلقه إلا لحكمة، ولا أمر بإزالته إلا بحكمة، وهذا الرجل فقد هذا؛ فإنه يُعطى حكومة.