للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن بقي علينا أن نقول: وإذا قطع الثانية، هو كان بالأول يمشي على عصا، الآن ما عاد يقدر يمشي، لا على عصا ولا على غير عصا، فنقول: نعم، هذا صحيح، لكنه ما أفقد في الجناية إلا نصف المشي، ولهذا ما يجب عليه إلا نصف الدية؛ لأنه ما له إلا نصف مشي، فليس له إلا نصف الدية.

[باب الشجاج وكسر العظام]

طالب: ( ... ).

الشيخ: شجاج، جمع شَجَّة، و (كسر العظام) معروف.

يعني ما الذي يجب؟ كلام المؤلف من كتاب الديات إلى الآن ما هو بيتكلم عن القصاص وعدم القصاص، يتكلم عن مقادير الديات.

الشجاج، يقول المؤلف: (الشجَّة الجرح في الرأس والوجه خاصة) هذا الشجة، وإنما يُتلقى معناها ومدلولها من العرب، والعرب لا يسمونها شجة ما كان جرحًا في ساق، أو فخذ، أو صدر أو ظهر، إنما يسمون الشجة الجرح الذي في الوجه والرأس خاصة، ثم هي عند العرب مراتب، بدأ المؤلف فيها بالأسهل فالأسهل، فقال: (وهي عشر: الحارِصة) اسم فاعل بمعنى الفاعل.

الحارصة ما هي؟ قال: (التي تحرص الجلد، أي: تشقه قليلًا ولا تدميه)، إذن هي بسيطة جدًّا كحكة الظفر، إذا حكيت الظفر مثلًا أو جاك مسمار مشى على اليد، ورأيت الدم تسمى هذه حارصة، فلو ( ... ) واحد مثلًا ( ... ) وقال: هات ( ... )، وشج ( ... )، وظهر البياض، لكن ما تجمد نسمي هذه حارصة؛ يعني هي سهلة جدًّا.

ثانيًا: (ثم البازلة الدامية الدامعة) هذه أوصافها، بازلة من البزْل، وهو الشق، ومنه البزول التي كانوا يفعلونها في النخيل، يشقون بين النخيل شقًّا عميقًا لأجل أن يتسرب عنه الماء المالح، ويسمونه إلى الآن في اللغة العربية يسمونه بزلًا، (البازلة الدامية الدامعة) (الدامية)؛ لأنه ظهر منها الدم.

(الدامعة)؛ لأنه يسيل منها الدم تشبيهًا لها بدمع العين.

قال: (وهي التي يسيل منها الدم) لما انجرحت مشى الدم، لكنه لو هو قليل، لو هو أقل من نقطة، المهم أنه سال، وهذه أعلى من التي قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>