للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ثم الباضعة وهي التي تبضع اللحم)، معناه: تجاوزت الجلد إلى اللحم وبضعته، يعني شقته، وهي أعلى من السابقة.

قال: (ثم المتلاحمة وهي الغائصة في اللحم) الغائصة في اللحم تُسمى المتلاحمة، وسميت بذلك لغوصها في اللحم، فكأنها صارت جزءًا منه.

قال: (ثم السِّمْحاق) السمحاق أصلها القشر اللي بين اللحم والعظم؛ لأن الله عز وجل بحكمته جعل بين اللحم والعظم قشرة بيضاء، هذه القشرة يسمونها السمحاق؛ ولهذا قال: (وهي ما بينها وبين العظم قشرة رقيقة) تسمى السمحاق، فسميت الشجة باسم هذا القشر؛ لأنها وصلت إليه.

كل هذه الدرجات عندما تتأمل تقول: الآن مثلًا الجبهة، ( ... ) كل الدنيا هذه أو رأسك هو فيه لحم؟ إي، فيه لحم، لكن بس قليل جدًّا خصوصًا الجبهة في بعض المواضع قليل مرة.

لكن على كل حال يُرجع في ذلك إلى أهل الخبرة، وأهل الخبرة عندهم مسبار، يعني آلة يسبرون بها مقدار الجرح، ويعرفونه تمامًا بالشعرة الواحدة، هذه الخمسة أنواع من الشجاج كلها يقول المؤلف: (فهذه الخمس لا مُقدَّر فيها) يعني: ليس فيها شيء مُقدَّر من الدية، بل حكومة، فإذا طالب المجني عليه بدية، قال: أنا لي خمس من الإبل، عشر من الإبل، قلنا: لا، إنما لك الحكومة.

معنى الحكومة: أن نُقدِّر هذا الذي جني عليه كأنه عبد لا جِناية به، ثم نقدره كأنه عبد برئ منها، فما بين القيمتين له مثل نسبته من الدية.

فإذ قدرنا أن قيمته عشرة آلاف ريال لو كان عبدًا بدون جناية، وهو بالجناية قد برئ يساوي تسعة آلاف وخمس مئة، كم ديته؟

طلبة: خمسون.

الشيخ: هو الآن خمس مئة باعتبار القيمة، لكن كم فيه من الدية؟

نصف العشر، كم من العشر؟ عَشْر من الإبل، نصفها خمس من الإبل، فيكون فيها خمس من الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>