والثاني: أنه لا يملك مالًا حتى يدفعه.
نأخذ من هذا أنه يشترط لتحميل العاقلة أن يكون العاقل حرًّا، ولَّا لا؟ ( ... ) هذا الشرط.
يختلف مع شروط تحمل العاقلة يقول: شروطها كذا ( ... ) الشرط الأول: هذا أن يكون حرًّا.
قال: (ولا على غير مكلف) من غير المكلف، الصغير والمجنون؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ» (٢)، فلا يحمل الصغير ولو كان عنده مال كثير، ولا يحمل المجنون ولو كان عنده مال كثير، لماذا؟ لأنهما ليسا من أهل النصرة، غالبًا ما هم مكلفين؛ لأن هذا حق مالي لآدمي فهو كالإنفاق، لكن لأنهما ليسا من أهل النصرة غالبًا، أنت عندما ( ... ) بالصغير أو بالمجنون؟ لا.
إذن لا عقل على صغير ولا على مجنون.
خذ شرطًا ثانيًا: التكليف؛ يعني: يشترط لتحميل العاقلة أن يكون مكلفًا.
لو كان له أخ صغير عنده مال كثير وابن عم بالغ عنده مال؟
طلبة: ابن العم.
الشيخ: والأخ؟
طلبة: ( ... ).
الشيخ: لا؛ لأنه صغير غير مكلف.
(ولا على فقير) كلمة (فقير) مأخوذة من الفَقْر؛ وهو الخُلُو، وهو موافق للقَفْرِ؛ القفر المكان الخالي، وهذا يسمونه الاشتقاق الأصغر؛ يعني أن الكلمتين يتوافقان في الحروف ويختلفان في الترتيب، يسمى هذا اشتقاقًا، المعنى واحد تقريبًا.
فالفقير مأخوذ مِن؟ أصلُه من القفر؛ وهو الخلو الموافق لكلمة (الفقر) في عدد الحروف وإن كان يخالفه في الترتيب.
فالفقير هو الذي لا يجد شيئًا، ولو كان قريبًا من الجاني لا يحمل شيئًا، لماذا؟ لأن ليس عنده مال.
لا يقال: إنه يجب في ذمته حتى يغنيه الله؛ لأن المسألة كلها مبنية على النصرة والمحاماة، وهذا فقير لا يستطيع، ومن كان فقيرًا معدمًا كيف نلزمه؟ !
زد شرطًا ثالثًا: أن يكون غنيًّا.
فما هو الفقر المانع؟ وما هو الغنى؟