للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولهذا قال العلماء: من شرطها اللوث، كلمة: (من شرطها) قد تشكل على الطالب، كيف من شرطها اللوث؛ يعني أن اللوث بعض شرط؛ لأن (مِن) للتبعيض، فإذا قال: من شرطها اللوث؛ يعني معناها أن اللوث بعض شرط؟

والجواب على هذا أن نقول: (شرط) مفرد مضاف فيفيد العموم؛ يعني المفرد المضاف للعموم، فكأنه قال: من شروطها، عندكم (من شروطها)؟

طالب: نعم.

الشيخ: لا، هذا خلاف الأصل، اللي في الأصل وعليه الشارح: (من شرطها).

(اللوث) مصدر: لَاثَ يَلُوثُ، واللوث هو العداوة الظاهرة على كلام المؤلف؛ يعني: العداوة الظاهرة بين القاتل والمقتول، سواء كانت بين القبائل أو بين الأفراد، لكن لا بد أن تكون عداوة ظاهرة، بخلاف العداوة الخفية، هذه ما تكون لوثًا.

ففسَّر المؤلف اللوث بأنها العداوة الظاهرة، وضرب لذلك مثلًا؛ كالقبائل التي يطلب بعضها بعضًا بالثأر.

كان في الأول البادية قبائل إذا مرَّ أحد من قبيلة في قبيلة أخرى قتلوه، ثم القبيلة الأخرى إذا مرَّ بها إنسان من القاتلين قتلوه طلبًا للثأر، فكانوا على هذا، وهو معروف من قديم، فإذا وُجد قتيل من قبيلة عند قبيلة أخرى معادية لها فإن هذا يسمى لوثًا.

وقال بعض العلماء: إن اللوث كل ما يغلب على الظن القتل به؛ أي: بسببه، فكل شيء يغلب على الظن وقوع القتل به فإنه من اللوث، سواء هذا، أو لو وجدنا قتيلًا وعنده رجل بيده سيف ملطخ بالدم، فهذا قرينة ظاهرة على أن القاتل هو هذا الرجل، مع أنه فيه احتمال أنه غيره، لكن اللي يغلب على الظن أنه هذا.

وكذلك لو أن القتيل كان فيه رمق وقال: إن قاتله فلان، فإنه قرينة تدل على أنه هو، فيؤخذ بذلك؛ يعني: هو يؤخذ يقتل، لكن تجرى القسامة بهذه الصورة؛ لأن لدينا ما يغلب على الظن أنه قتله.

ومن الغرائب أن بعض أهل العلم استدل على هذه الصورة بقصة البقرة، فهل فيها دليل؟

طالب: ( ... ).

<<  <  ج: ص:  >  >>