للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل إن ما جاءت به السنة هو مما جاء به القرآن، كما استدل بذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مجيبًا للمرأة التي قالت له: إنني لا أجد اللعن لعن النامصة والمتنمصة في كتاب الله، فقال: هو في كتاب الله. ثم تلى عليها قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٧).

والتغريب معناه أن يُنفى عن بلده لمدة سنة كاملة، والحِكمة منه أنه إذا غُرِّب عن هذا المكان الذي وقع فيه الزنا فإنه ربما ينسى ذلك. وأيضًا فإن الغُرْبة تُوجِب أن يشتغل الإنسان بنفسه دون أن يتطلب الشهوة واللذة؛ لأنه غريب ولا سيما إذا عُلِم أنه غُرِّب من أجل الحد؛ فإنه لن يكون لديه فرصة يعود إلى هذه المسألة مرة ثانية، ولكن يُشترط في البلد الذي يُغرَّب إليه ألا يوجد فيه إباحة الزنا -والعياذ بالله- فلا يُغرَّب إلى بلاد يُمارس أهلها الزنا، لماذا؟

لأننا إذا غرَّبناه إلى مثل هذه البلاد فقد أغريناه بذلك، فيُغرَّب إلى بلاد عُرِف أهلها بالعفة. طيب وإن زنى في غير وطنه هل يصح أن نُغرِّبه إلى وطنه؟ ويش تقولون؟

طلبة: ( ... ).

الشيخ: يتصور واحد مثلًا سافر إلى بلد لقضاء حاجة وزنى، هل نُغرِّبه لبلده ولا لبلد آخر؟

الطلبة: لبلد آخر.

الطالب: ( ... ).

الشيخ: لبلد آخر؛ لأن قوله: (غرّب) إذا رددناه إلى بلده فليس ذلك تغريبًا؛ لأننا رجعناه إلى وطنه، فلا بد أن يكون هناك غُربة حتى ينسى بها ما كان يفعله.

يقول المؤلف رحمه الله تعالى ..

طالب: حتى المرأة يا شيخ.

الشيخ: نعم، حتى المرأة لكن بشرط الأمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>