( ... ) رحمه الله تعالى: (وَغُرِّب عامًا ولو امرأة)، (عامًا)، هل المعتبر السنة الهلالية أو السنة الشمسية؟ الْمُعتبر السنة الهلالية؛ وذلك لقول الله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}[البقرة: ١٨٩]، ولقوله:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}[التوبة: ٣٦]، وقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الاثني عشر بأنها مُحرَّم، وبقية الشهور العربية، وعلى هذا فكل عام أو سنة يُذكر في القرآن والسنة، فالمراد السنة الهلالية القمرية، ولقوله تعالى:{قَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ}[يونس: ٥].
وقوله:(غُرِّب) مبني للمجهول يشمل المرأة كما قلنا في الدرس الماضي أو لا؟
طالب: نعم.
الشيخ: نعم، يشمل المرأة، ولكن المرأة إن وُجِد لها محرم يسافر معها فذاك، فإن لم يُوجد لها محرم يسافر معها، فهل تُغرَّب أو لا؟
الفقهاء .. المذهب -رحمهم الله- يرون أنها تُغرَّب ولو وحدها.
والقول الثاني أصح؛ أنها لا تُغرَّب إذا كانت وحدها؛ لأن المقصود من تغريبها إبعادها عن الفتنة، وإذا غرَّبناها وحدها كان ذلك أدعى للفتنة والشر؛ لأنه ليس معها أحد يردعها، وهي ربما تحتاج أيضًا، وتذهب تبيع عرضها من أجل إشباع بطنها.
فالصواب أنها إذا لم يكن لها محرم أنها لا تُغرَّب، ولكن هل تُخرج عن بلدها إلى بلد قريب لا يبلغ المسافة، ويُطلب من أهلها أن يلاحظوها، أو تبقى في البلد؟
قال بعض أهل العلم: تُخرج إلى بلد قريب لا يبلغ مسافة القصر، ويُؤمر وليها بملاحظتها، ولكن الصحيح أنه لا داعي لذلك، وأنها تبقى في البلد، ولكن لو قيل: بأنها تحبس حبسًا بيتيًّا في بيتها حتى لا يتصل بها أحد لكان له وجه.
قال:(وغُرِّب عامًا ولو امرأة)، نعم، هذا هو ذكرها ولو امرأة.