للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولهم: إن في هذا إضرارًا بسيده. نقول: حتى الجلد أمام الناس فيه إضرار بالسيد، ولَّا لا؟ ويش الإضرار اللي فيه؟ تنقص قيمته، ولا يشتريه الناس، ويحذر الناس منه، ولا يأتمنونه، فهذه من المصائب التي تحصل للسيد بسبب فعل العبد، ولا يمكن أن نمنع حدًّا من حدود الله عز وجل من أجل مصلحة السيد الذي يكون زنى رقيقه من باب المصائب التي أُصيب بها، وهذا القول أصح أنه يُغرَّب نصف سنة.

وقولهم: إنه يخشى أن يهرب. نقول: إن سيده إذا خاف عليه أن يهرب أمكنه أن يُرسِّم عليه أحدًا، يعني يستأجر من يلازمه في بلد الغربة أو نحو ذلك من الأشياء التي يمكنها أن يحفظ بها رقيقه.

قال: خمسين جلدة ولا يعذب ولا يُغرَّب (وحد لوطي كزانٍ).

(حدُّ لوطي) (حدُّ) مبتدأ، و (كزانٍ)؟

طالب: خبر.

الشيخ: الجار والمجرور خبر المبتدأ.

وقوله: (لوطي) اللوطي هو من فَعَلَ الفاحشة في دُبُر ذكر، هذا اللوطي، والعياذ بالله، وسمي لوطيًّا نسبة إلى قوم لوط؛ لأن قوم لوط -والعياذ بالله- هم أول من سَنَّ هذه الفاحشة في العالمين، قال لهم نبيهم: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: ٨٠]، واللواط أعظم من الزنا وأقبح؛ لأن الزنا فعل فاحشة في فرج يُباح في بعض الأحيان، لكن اللواط فعل فاحشة في فرج لا يباح أبدًا؛ في دبر لا يباح أبدًا؛ ولهذا قال الله في الزنا: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً} [الإسراء: ٣٢] وقال في اللواط قال لوط لقومه: {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} [الأعراف: ٨٠]، وأقره الله على ذلك وحكى قوله مرتضيًا له. و (أل) معناها أقبح تدل على أن هذه الفعلة الخبيثة قد جمعت الفُحش كله، الفاحشة العظيمة اللي ما فوقها فاحشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>