للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول المؤلف: (الْمُسكر) اسم فاعل من أَسْكَر، وما معنى أسكر؟ قال أهل العلم: أي غطَّى العقل على سبيل اللذة والطرب، وتغطية العقل لها وجوه متعددة، فإذا كان على وجه اللذة والطرب والنشوة والارتقاء والتعالي؛ فذلك هو السَّكَر؛ فالْمُسكر هو الذي إذا تناوله الإنسان غطَّى عقله على سبيل اللذة والطرب؛ وهو حرام، المسكر حرام كما قال المؤلف رحمه الله: (كل شراب أسكر كثيره فقليله حرام) هذه قاعدة مأخوذة من الحديث، قال النبي عليه الصلاة والسلام: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» (٩). وقال: «مَا أَسْكَرَ مِنْهُ الْفَرَقُ، فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ» (١٠).

الفَرَق: إناء يسع ستة عشر رطلًا، فملء الكف منه حرام؛ وعلى هذا فكلام المؤلف هنا قاعدة مأخوذة من الحديث (كل شراب أسكر)، هذه مبتدأ خبره الجملة المقرونة بالفاء (فقليله حرام)، وقُرِن الخبر بالفاء؛ لأن المبتدأ يُشبه الشرط في العموم، وجه العموم الذي فيه (كل شراب).

وقول المؤلف: (كل شراب) هذا على سبيل الأغلبية أن يكون الخمر مشروبًا، وإلا فقد يكون مأكولًا يُعجن ويُؤكل، وقد يكون معجونًا من جهة أخرى؛ بحيث يُبَلُّ به العجين، ويُؤكل؛ يعني يُعجن العجين بماء من الخمر، فيأخذه الإنسان لُقيمات فيحصل السَّكَر؛ ولهذا الأحسن أن نقول: كل ما أسكر كثيره، كما جاء في الحديث ما أسكر سواء كان شرابًا أم معجونًا أو مطحونًا، فكل ما أسكر فإنه حرام، طيب وإذا أسكر كثيره وقليله لا يُسكر؟

طلبة: كذلك حرام.

الشيخ: حرام، الكثير ظاهر أنه حرام؛ لأنه مسكر، والقليل؟ حرام للحديث؛ ولأنه وسيلة إلى شرب الكثير المسكر، ذريعة ما وسيلة ذريعة إلى شُرب الحرام، أو شرب الكثير المسكر؛ فلهذا منع الشرع منه، قال: وهو حرام، وهو الضمير يعود على المسكر، حرام كيف؟

طالب: ( ... ).

<<  <  ج: ص:  >  >>