للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما من السنة فالسنة فيه صريحة بأنه حرام في عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن بيعه حرام أيضًا كما في حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في مكة عام الفتح وقال: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ» (١٣). وقال لصاحب الراوية: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ» (١٤). فما هي الحكمة من تحريمه؟ الحكمة من تحريمه كثيرة:

منها: قوله تعالى: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}، وكل ذي فطرة سليمة فإنه لا يقبل الرجس من عمل الشيطان، ومنها أنه يوقع العداوة والبغضاء بين الناس؛ لقوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [المائدة: ٩١].

ومنها: أنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة؛ لأن السكران -والعياذ بالله- إذا سكر غفل، وبقي مدة لا يذكر الله، ولا يصلي إذا جاء وقت الصلاة؛ لأنه منهي عنها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: ٤٣].

ومنها: أنه جماع الإثم؛ أي جامع للإثم كله ومفتاح كل شر، وهذا أيضًا ظاهر؛ لأن الإنسان إذا سكر -والعياذ بالله- فَقَدَ وَعْيه؛ فقد يقتل نفسه، وقد يقتل ابنه، وقد يقتل أُمَّه، وقد يزني ببنته، والعياذ بالله، وكم من قضايا نسمع عنها أن الرجل إذا سكر قرع بابه، وطلب من زوجته أن تُمكِّنه من ابنته، وهذا شيء واقع، يدخل -والعياذ بالله- سكران، ويقول: أين البنت؟ ويش تبغي بها؟ قال: أبغي أفعل بها والعياذ بالله حتى تفر بها، وتغلق عليها الحجرة لئلا يدخل عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>