وقد نُشر في إحدى الصحف في البلاد التي ظهر فيها أخيرًا غضب الله ونقمته أن شابًّا دخل على أمه في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وقال لها: إنه يريد أن يفعل بها، فنهته ووبخته فذهب وأتى بالسكين، وقال: إن لم تمكنيني فأنا أقتل نفسي فأدركها حنان الأم ورحمتها، فمكَّنته من نفسها والعياذ بالله، فزنا بأمه، فلما كان في الصباح كأنه أحس بأنه فعل هذه الجريمة العظيمة، فدخل الحمام ومعه صفيحة من الجاز أو البنزين فصبها على نفسه، ثم أحرق بنفسه والعياذ بالله، ونشرت الصحيفة صورة هذا الرجل وصورة أمه، ماذا فعل هذا الرجل؟ زنا بأمه والعياذ بالله، وقتل نفسَه.
ومن تأمَّل ما حصل من الشرور والمفاسد في شُرْب الخمر عرف بذلك حكمة الله عز وجل ورحمته بعباده؛ حيث حرم ذلك عليهم، إذن الحكمة تقتضي تحريمه ولَّا لا؟ تقتضي تحريمه، والإنسان العاقل يبعد عنه بعقله دون أن يعرف شرع الله فيه.
يقول:(ولا يُباح شربه للذة) معلوم، لو قال الإنسان اللي بيشرب الخمر لأجل يتلذذ به، يقول عن نفسه: أنا تعبان، أنا أرهقتني الهموم والغموم، يبغي يشرب هذا الكأس من الخمر حتى يرتاح ويتلذذ، ويرى نفسه أنه ليس أمامه هم، ولا غم، ولا دُنيا، ولا أهل، ولا ولد، وإنما هو ملك من ملوك الدنيا، يتصور هذا، هل يجوز أن يشربه لهذا الغرض؟
طالب: لا.
الشيخ: كيف لا؟ يقول: ارحموني يا جماعة، أنا تعبان، أنا مال من حياتي، ولا يطيب لي الزمان حتى أشرب كأسًا من معي.
طالب:( ... ).
الشيخ: نعم، نقول: لا، نرحمك بمنعك؛ لأنك إذا فعلت هذا فإنه يحصل لك النشوة والطرب والذهول والنسيان في لحظات، ولكن يعقبها هم وغم أكثر من الأول مثل المسكن للوجع، إذا تناولته سكن الوجع، لكن إذا ذهب مفعوله عاد أكثر.