(فحكمه كذلك) أي: كالصائل على المال؛ فيدافع بالأسهل فالأسهل، فإن لم يندفع إلا بالقتل فإنه يُقْتَل، وإن قال الرجل: أنا دخلت أطلب كتابًا أريد أن أراجع، ما أريد أن أسرق، أو دخلت أريد مصحفًا أبغي أقرأ، أو دخلت أبغي أشرب ماء مثلًا، وأيش نقول؟
نقول: طيب، أولًا: لا يجوز أن تدخل إلا باستئذان، هذه واحدة، فأنت أخطأت من هذه الناحية.
والثاني: إذا كنت تريد ماء نجيب لك كاسَ ماءٍ واشرب وامش، ولَّا لا؟ ولَّا هذا ذل؟ وأيش تقولون؟ هل نسقيه لاحتمال أنه صادق ونخليه يطلع، أو ندور مصحف ونعطيه إياه، يمكن صادق يبغي مصحفًا؟
طلبة: يُنْظَر في القرائن.
طالب: لا نعطيه شيئًا؛ لأن الله نهى أن يدخل الإنسان بيوت الناس بغير إذن أهلها؛ لأنه كاذب على كل حال.
الشيخ: هو على كل حال ما هو كاذب على كل حال، لكنه مخطئ على كل حال، نقول: أنت الآن مستحق للأدب؛ لأنك دخلت البيت بدون استئذان، وكونك تطلب مصحفًا أو كتابًا أو ما أشبه ذلك هذا بعيد؛ لأن الذي يطلب هذا ما يأتي للبيوت يأتي للمكاتب، صح ولَّا لا؟
طلبة: نعم.
الشيخ: كونه يطلب ماء، ممكن ولَّا غير ممكن؟
طالب: غير ممكن.
طالب آخر: ممكن يكون عابر سبيل أو مسافرًا، يمكن.
الشيخ: يمكن، هذا ممكن.
الطالب: أما لو كان مقيمًا في البلد ما يمكن.
الشيخ: ممكن إذا لم يكن هناك برادات في السوق بعد، ولا كان يقول: روح للبرادات، كما أنه يوجد أيضًا في بعض الأحيان .. ، في بعض البلدان تجد الباب مفتوحًا حتى في الليل الأبواب مفتوحة، فإذا جاء غريب ما يدري؛ دخل هذا المكان يظنه -مثلًا- سبيلًا أو وقفًا للناس يدخلوه.
على كل حال، متى وُجِدَت قرائن تدل على صدقه فإنه يُسْمَح له ويُعْفَى عنه، وإلا فإنه يؤاخذ بجريمته.
***
[باب قتال أهل البغي]
ثم قال المؤلف رحمه الله:(باب قتال أهل البغي) أهل البغي؛ البغي مصدر: بَغَى يَبْغِي بَغْيًا، والمراد بهم: الخوارج الذين يخرجون على أئمة المسلمين.