يقول المؤلف في تعريفهم:(إذا خرج قوم لهم شوكة ومنعة على الإمام بتأويل سائغ فهم بغاة)(إذا خرج قوم) القوم هم الرجال، والنساء الإناث، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}[الحجرات: ١١]، وهذا إذا قُرِنَ القوم مع النساء، وأما عند الإطلاق فيشمل الرجال والنساء؛ كقوله تعالى:{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ}[الشعراء: ١٠٥] وما أشبهها، وقال الشاعر:
وَمَا أَدْرِي وَلَسْتُ إِخَالُ أَدْرِي
أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ
(إذا خرج قوم) يعني: جماعة من الرجال؛ لأنهم هم ذوو الشوكة والمنعة.
(لهم شوكة ومنعة) شوكة؛ يعني: قوة، وسميت القوة شوكة؛ لنفوذها، كما تنفذ الشوكة في الجسم.
قال الله تعالى:{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ} ما هما الطائفتان؟ عِير أبي سفيان أو المقاتلون؛ قريش، {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}[الأنفال: ٧] فالشوكة هي القوة.
(ومنعة) أي: امتناع؛ أي: أنهم قوم كثيرون يمتنعون أن ينالهم الإنسان بسهولة، فهم قوم جيش.
(على الإمام) من هو الإمام؟ هو الذي نصبه المسلمون إمامًا لهم، هذا الإمام؛ يعني: الخليفة أو أمير المؤمنين، هذا الإمام.
وهنا تكلم الفقهاء رحمهم الله على شروط الإمامة. وبماذا تحصل الإمامة؟
تحصل الإمامة بالنص عليه؛ أي: بأن ينص عليه الإمام الذي قبله، وهذا هو العهد؛ يعني: أن الإمام الذي قبله ينص على أنه الخليفة بعده، وهذا كما حصل من أبي بكر رضي الله عنه لعمر (٨).
والثاني: اجتماع أهل الحل والعقد عليه، أهل الحل والعقد؛ يعني: وجهاء البلاد وشرفاء البلاد وأعيان البلاد، يجتمعون على هذا الرجل المعين ينصبونه إمامًا.