كلمة (توبة) معناها الرجوع في اللغة، أما في الشرع: فهي الرجوع من معصية الله إلى طاعته، بترك المحظور وفِعْل المأمور، ولها شروط خمسة ذكرناها سابقًا، وهي بالإجمال: الإخلاص لله عز وجل، والندم على ما فات، والإقلاع عن الذنب في الحال، والعزم على ألا يعود، وأن تكون التوبة في وقت القبول، هذه خمسة شروط إذا اختل منها شرط واحد لم تصح التوبة.
توبة المرتد، وكل كافر ويش عندكم؟
طالب: إسلامه.
الشيخ: عندي أنا بأن يشهد، لكن الظاهر إسلامه هو الصحيح.
(إسلامُه) يعني أن يُسلم.
والإسلام معناه الاستسلام لله، فإن كان ظاهرًا لا باطنًا فهو نفاق، وإن كان ظاهرًا وباطنًا فهو حقيقة، فالمنافقون مسلمون ظاهرًا، لكن باطنًا كُفار، والمؤمنون مُسلمون ظاهرًا وباطنًا، والذي عليه مدار الثناء هو الإسلام ظاهرًا وباطنًا، توبته إسلامه بماذا؟
قال:(بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله) يشهد نُطقًا باللسان، واعترافًا بالْجَنان، فلا يكفي النطق.
والنطق، وإن كفى بالنسبة لنا في أمر الدنيا فإنه لا يكفي بالنسبة لله عز وجل، ولهذا كان المنافقون يذكرون الله، ولا يذكرون الله إلا قليلًا، كان المنافقون يشهدون أن محمدًا رسول الله، والله يقول:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}[المنافقون: ١].
فالشهادة ظاهرًا لا تنفع أمام الله عز وجل، لكن أمامنا تنفع، تعصم ماله ودمه.
قال:(يشهد أن لا إله إلَّا الله) هذه الكلمة العظيمة هي مفتاح الإسلام، يدخل بها الإسلام من يقولها، ويخرج من الإسلام من ينكرها، فما معنى لا إله إلا الله؟
الإله، معناه المعبود، الإله هو المعبود بحق أو بغير حق. لكن إن كان معبودًا بحق فألوهيته حق، وإن كان معبودًا بغير حق فألوهيته باطلة:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}[الحج: ٦٢].