للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه الأدلة وأشباهها تدل على أنه لا يتم الإسلام إلا بالشهادتين، ولكن هناك نصوص أخرى تدل على أن الإنسان يدخل في الإسلام بالشهادة الأولى؛ وهي لا إله إلا الله، ومن ذلك حديث أسامة رضي الله عنه في قصة المشرك الذي أرهقه أسامة، فلما أرهقه قال: لا إله إلا الله، فقتله، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ ». قال: نعم يا رسول الله، إنما قالها تعوُّذًا، يعني ليعوذ بها من القتل ما قالها عن قلب، فقال: «أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ ». (٧)، وما زال يُكرِّرها عليه، قال أسامة: حتى تمنيت ( ... ) أسلمت بعد؛ يعني تمنى أنه ما بعد أسلم؛ علشان إذا أسلم فإن الإسلام يهدم ما قبله، وهذا يدل على أنه بقوله: لا إله إلا الله دخل في الإسلام وَعَصَم دمه، هذا دليل.

دليلٌ آخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر وفاة عمه أبي طالب، وكان يقول له: «يَا عَمِّ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» (٨)، لم يذكر الشهادة الثانية؛ وهي شهادة أن محمدًا رسول الله، ومن ثَمَّ اختلف العلماء، هل توبة المرتد والكافر بقول: لا إله إلا الله فقط، ثم يُطالب بشهادة أن محمدًا رسول الله، فإن شهد وإلا قتل، أو لا يدخل في الإسلام حتى يشهد الشهادتين؟

وينبني على ذلك أننا إذا قلنا بالأول، ثم قال: لا إله إلا الله، ثم قال: لا إله إلا الله فقد دخل في الإسلام، فإذا لم يقل: محمد رسول الله قتلناه؛ لأنه مرتد.

<<  <  ج: ص:  >  >>