للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما على الثاني: الذي يقول إن الكافر -والمراد بالكافر الأصلي هنا في المثال اللي نذكره الآن- الذي يقول: لا يدخل في الإسلام إلا بالشهادتين، فإنه إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم أبى أن يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله، فإننا لا نقتله؛ لأنه لم يكن مرتدًّا الآن، حيث إنه لا يدخل في الإسلام إلا إذا شهد الشهادتين، وإذا لم يُوجد الشرط؛ وهو شهادة الشهادتين، فإنه لا يُوجد المشروط وهو الإسلام، وحينئذٍ فيبقى على كفره الأصلي، ثم يُعامَل بما يقتضيه ذلك الكفر، أعرفتم؟

وقال بعض العلماء: إذا كان هذا الإنسان يقر بأن محمدًا رسول الله، ولكنه مشرك، فإنه يكفي في توبته أن يشهد أن لا إله إلا الله، لماذا؟ لأنه يشهد أن محمدًا رسول الله، وبنوا على ذلك قصة أبي طالب، فقالوا: إن أبا طالب يشهد أن محمدًا رسول الله ويقول:

لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا لَا مُكَذَّبٌ

لَدَيْنَا وَلَا يُعْنَى بِقَوْلِ الْأَبَاطِلِ

فيشهد بأنه رسول، لكنه مشرك؛ فلذلك يُكتفى منه بشهادة أن لا إله إلا الله، وهذا يوجد كثيرًا فيمن ينتسب للإسلام وهو مُشرك، يدعو الأموات، ويستغيث بهم، وما أشبه ذلك، فهذا يقول أشهد أن محمدًا رسول الله ما عنده إشكال في هذا، لكنه مشركٌ بالله، فنقول: في مثل هذا يُكتفى بتوبته أن يقول أيش؟

الطلبة: لا إله إلا الله.

الشيخ: لا إله إلا الله؛ لأن الكلمة الثانية -أشهد أن محمدًا رسول الله- كان يُقرُّ بها ولا ينكرها، فإذا أتى بالأولى -أشهد أن لا إله إلا الله- تم إسلامه.

وكذلك أيضًا يقولون: من كان يقول: لا إله إلا الله، يشهد أن لا إله إلا الله ولا يشرك بالله، لا عيسى ولا غيره؛ يعني ما يشرك بالله ما يجعل لله شريكًا لا عيسى ولا غير عيسى، مخلص، لكن لا يشهد أن محمدًا رسول الله، فإذا أتى بأن محمدًا رسول الله، وشهد بها فقد دخل في الإسلام؛ لأنه في الأول كان يشهد أن لا إله إلا الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>