للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (أنا بريء من كل دِين يخالف الإسلام) هذه الكلمة في الواقع كلمة مجملة، ما تدلنا على أنه تاب توبة حقيقية، لماذا؟ لأنه قد يعتقد أن ما هو عليه هو الإسلام، وما أكثر الذين يدَّعون أنهم مسلمون، ويتبجَّحون بالإسلام وهم كفار، يسبون الصحابة، ويعتقدون أن جبريل أخطأ في الوحي، فنزل به على محمد وقد أُمِرَ أن ينزل به على عَلِي، وما أشبه ذلك، وهم يدَّعون أنهم مسلمون، فإذا قال: أنا بريءٌ من كل دين يخالف الإسلام، فهل نجعل ذلك توبة يرتفع بها عنه حُكْم الردة أو لا؟

طلبة: لا.

الشيخ: لا، الواقع أن هذه الكلمة من المؤلف رحمه الله فيها نظر ظاهر؛ لأنه قد يكون محكومًا بِرِدَّته من أجل فعلٍ يعتقد هو أنه من الإسلام، وليس من الإسلام في شيء، فمثل هذا لا نقبل منه حتى يُصَرِّح بأنه رجع عما حكمنا بكُفره من أجله، أما أنه بريء من كل دين يخالف الإسلام؛ فهذا لا يدل على توبته ما دام هو يقول: إنه مسلم.

طالب: الرسول قال في الحديث المتواتر الذي رواه مسلم ( ... ) فقال: أنا مسلم، أفأقتله؛ قال لا تقتله (٩) ألا يدل هذا على أن قول: أنا مسلم يكفي عن الشهادتين؟

الشيخ: ما دام يعرف الإسلام، ويريد بالإسلام ما أراده المسلمون، هذا صح.

الطالب: حديث مسلم.

الشيخ: لكن هل اللي في عهد الرسول اللي يقول: أنا مسلم؛ يعني معكم مع الرسول وأصحابه، يعني على دين الرسول وأصحابه، واضح أنه مسلم.

طالب: لو قلنا يا شيخ: مَنْ سب الرسول يتعلق به حقان؛ حق شخصي للرسول باعتباره شخصًا، وهذا يبقى معلقًا إلى يوم القيامة ( ... )، وحق للرسول باعتباره رسولًا، وهذا حق لله سبحانه وتعالى، وقد دل أن الله سبحانه وتعالى يعفو عن حقه ( ... ).

الشيخ: هذا قول من يقول: إنه يُقبل.

طالب: ( ... ) فيمن ترك الصلاة إي نعم، أو جحد.

الشيخ: هو تارك الصلاة يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.

الطالب: ( ... ) توبته نقول: قل للناس ..

<<  <  ج: ص:  >  >>