وقولنا:(الأصل فيها الحل) ليست لكل إنسان، أي: ليس هذا الأصل ثابتًا لكل إنسان، بل هو للمؤمن خاصة، أما الكافر فالأطعمة عليه حرام؛ لأن الله يقول:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، فقوله:{لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} تُخْرِج غيرَ الذين آمنوا، وكذلك قال تعالى في سورة المائدة:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}[المائدة: ٩٣] مفهومه أن غيرهم عليه جُنَاح فيما طَعِم.
ومع ذلك:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} بشرط ألَّا يستعينوا في ذلك على المعصية، ولهذا قال:{إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، والله ما ندري هل نحن مُطَبِّقُون لهذه الشروط، أو أننا نأكل الشيء وعلينا جناح فيه، {إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا} كم؟
طلبة: سبعة شروط.
الشيخ: سبعة شروط مؤكَّدة هذه الشروط بـ (ما) الزائدة؛ {إِذَا مَا اتَّقَوْا}، فإن (ما) كما مرت علينا من حروف الزيادة، وقد قيل:(ما) بعد (إذا).
يَا طَالِبًا خُذْ فَائِدَهْ
(مَا) بَعْدَ (إِذَا) زَائِدَهْ
أخذتها؟
طالب: إي نعم، بعد (إذا) زائدة.
الشيخ:(ما) بعد (إذا) زائدة، تمام، هذه مؤكدة، كل حروف الزيادة في القرآن أو في السنة أو في كلام العرب كلها للتوكيد، إذن الأصل فيها الحِلّ، لمن؟