للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُعْلِنُون عن الدخان، يقول: طيِّب النكهة لذيذ، إذن طيِّب في طعمه، وطيِّبٌ في رائحته، وطيِّب في لفافته أيضًا يُلَفُّ لفًّا طيبًا، وطيب في عَقِبِه، العَقِب تنتهي السيجارة قبل أن تشوي الفم، فيُولُونه من الأوصاف الطيبة ما يجعله من أطيب الطيبات، هل ينقلب هذا الخبيث طيبًا؟

طلبة: لا.

الشيخ: لا، ورأينا من الناس مَن يستخبث الجراد، تعرفون الجراد؟

طلبة: نعم.

الشيخ: معروف، يستخبثه، حتى إن إنسانًا منهم أذكره، كان زميلًا لنا في المعهد يدرِّس معنا، يقول: إني أكلت جرادة حتى كادت نفسي تخرج معها ( ... ) من كراهتي لها، ولولا أن الله لطف لَمِتُّ، إلى ها الحال يستخبثه.

ورأينا من الناس مَن يأخذ الْجُعَل، تعرفون الْجُعَل؟ الذي يتغذَّى بالعذرة النجسة، من يأخذ الْجُعَل ويَمصُّه، لا يستخبثه.

إذن لو رجعنا إلى هذه الأمور صار الحِلّ والتحريم أمرًا نسبيًّا، يكون هذا الشيء عند قوم حلالًا، وعند آخرين؟

طلبة: حرامًا.

الشيخ: حرامًا، ليش؟ لأن هؤلاء اعتادوه فاستطابوه، والآخرون لم يعتادوه فلم يستطيبوه، استخبثوه، وهذا لا يمكن أن يكون الشرع هكذا، الشرع إذا حرَّم عينًا فهي حرام عند كل الناس، وليس مطلق كون الشيء خبيثًا يقتضي التحريم، بدليل قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسَاجِدَنَا» (١٣)، ويعني بها؟

طلبة: البصل.

الشيخ: البصل، قالوا: حُرِّمَت حُرِّمَت، قال الرسول: لَا، «لَيْسَ بِي تَحْرِيمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لِي، وَلَكِنَّنِي كُنْتُ أَكْرَهُهُ» (١٣).

فإذن نقول: إن هذا الصنف -وهو السادس- الصواب خلافه، وأنه لا أثر لاستخباث ذوي اليسار.

<<  <  ج: ص:  >  >>