الشيخ: واللهِ ما أدري هذا، يقولون إن بعض الناس يتكلم عن هذه الآية:{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}[النمل: ٨٨] ويقولون: هذا يعني دوران الأرض. وهذا في الحقيقة تحريفٌ لكلام الله، حرام عليه أن يفسِّر هذا التفسير؛ لأن هذه الآية في بطن حَدَثين كلاهما يوم القيامة: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (٨٧) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (٨٨) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} [النمل: ٨٧ - ٨٩] فذِكْرها بين حَدَثينِ يكونانِ يوم القيامة نشاذ لا وجْهَ له، وهذا مما يدلُّك على أن بعض الناس لا ينظر إلى سياق الكلام، وكأنه لم يقرأ قول الله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} [الطور: ٩، ١٠]، وهذا متى؟ هذا ما يقدر يقول: إنه في الدنيا. هذا قطْعًا يكون يوم القيامة، فهذه الآية:{وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} هي قوله: {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}، فيكون هذا يوم القيامة، ونحن الآن مررْنا على هذه المسألة مرورًا.
طالب:( ... ).
الشيخ: أمَّا {تَحْسَبُهَا} ما يدلُّ على أنه ما يكون؛ يعني الرائي يحسب هذه الأشياء جامدة لشدَّة الهول، ولكنَّها تسير هذا السير العظيم، ما يمنع؛ لأن القرآن يفسِّر بعضُه بعضًا: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (٩) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [الطور: ٩ - ١١].
مررْنا على هذا مرَّ الكِرام، ولكنه في الحقيقة مَرُّ البخلاء؛ لأنَّا ما أعطيناه حقَّه.