للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعضُ الناسِ يُكرم، ثم إذا قدم الغداء: تفضَّل والله يحيك، واللهِ ما وجدْنا ها اللحم هذا إلا اليوم، الكيلو بعشرة، اللحم غالٍ اليوم، لكنْ أنتم أهلٌ لذلك.

طالب: ( ... ).

الشيخ: لا، يقول: كثِّروا، هل هذا فيه مِنَّة ولَّا لا؟

الطلبة: نعم.

الشيخ: فيه مِنَّة. أو يقول: واللهِ أنا ما لقيت ها الشاة هذه إلا بمئتي ريال، دوَّرت ذبَّاح ( ... ) أذبحها بخمسين ريالًا. وما أشبه ذلك؛ هذا لا يجوز، ولهذا قال العلماء: يُكرَه تقويمُ الطعام أمامَ الضيف؛ يقول: اشتريت هذا بكذا واشتريت هذا بكذا؛ لأنه مهما كان الأمر سوف ينكسر خاطره، ولا يمكن أن يخرج وهو مبسوط من هذا العمل.

إذَن الإكرام ويش قلنا؟ يكون بحسب حال الضيف والْمُضيف، ومن الإكرام ألَّا تُقوِّم الطعام أمام الضيف؛ لأن ذلك يكسر خاطره ويكون فيه مِنَّة عليه.

المؤلف اشترط؛ قال: (ضيافة المسلم)، فخرج به الكافِر، وهو عامٌّ للكافر الذمِّي والحربي والمستأمِن والْمُعاهَد، وهذا هو المشهور من المذهب؛ حيث اشترطوا أنْ يكون الضيف مسلمًا.

ولكن الصحيح أنه يعُمُّ المسلمَ وغيرَ المسلم؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» (٧)، ولم يقيِّده بأخيه؛ ما قال: أخاه. «فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ»، وهو عامٌّ، فإذا نزل بك الذمِّي، وجب عليك أن تُكرمه بضيافته.

قال: (المجتاز به). (المجتاز) يعني الذي مرَّ وهو مسافر.

طالب: عابر السبيل.

الشيخ: لا، (المجتاز) يعني الذي مرَّ؛ يعني: مرَّ بك وهو مسافر، وأمَّا المقيم فإنه ليس له حقُّ ضيافة؛ لو كان المقيم له حقُّ الضيافة لكان ما أكثرَ المقيمين الذين يقرعون الأبواب، يقول: السلام عليكم، أنا ضيفك اليوم. نقول: لا بدَّ أن يكون مجتازًا؛ أي: مسافرًا ومارًّا، حتى لو كان مسافرًا مقيمًا يومين أو ثلاثة أو أكثر أو أربعة فلا حقَّ له في ذلك، لا بدَّ أن يكون مجتازًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>