للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقول: (في القُرى) دون الأمصار.

القرى: البلاد الصغيرة، والأمصار: البلاد الكبيرة. لماذا؟

قالوا: لأن القرى هي مظِنَّة الحاجة، والأمصار بلادٌ كبيرةٌ فيها مطاعم وفيها فنادق وفيها أشياء يستغني بها الإنسان عن الضيافة، وهذا أيضًا خلاف القولِ الصحيح؛ لأن الحديث عامٌّ، وكم مِن إنسان يأتي إلى الأمصار فيها الفنادق وفيها المطاعم، فيها كل شيء، لكنْ يربأ بنفسه أنْ يذهب إليها، يكرهها، فينزل ضيفًا على صديقٍ أو على إنسانٍ معروف، فنقول: إذا نزل به قال: واللهِ روح شوف، البلاد كلُّها فنادق، كلُّها مطاعم! ( ... )، فإذا نزل بك ضيفٌ ولو في الأمصار فالصحيح الوجوب.

أيضًا يقول الشارح: (ولا يجب أنْ يُنزله ببيته)، ما يجب أن ينزله ببيته، يعني لو نزل بك الضيف، تقول: الله يحييك، إذا جاءت الساعة واحدة ونصف ائت للغداء، ولو صادفت الساعة ثمان ائت للعشاء، ولو صادفت الساعة خمس ائت للفطور.

- طيب أنا أبقى بالبيت وأنام وأستريح؟

- قال: لا، ما يمكن.

- أين أذهب؟

- بكيفك.

حتى في القرى ما يجب أن يُنزله ببيته، نعم، ويش يقول؟ عندنا مَثَل عامِّي يقول: المسجد أدفأ لك.

إذا قال: ما يخالف، المساجد الآن تُغلق بالليل، أين أذهب؟

على كلِّ حال، الصحيح أنه يجب أن يُنزله في بيته؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطانا كلمةً جامعةً مانعةً واضحةً وهي: «فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» (٧)، وليس من الإكرام أنه إذا تعشَّى أو تغدَّى تقول له: يلَّا اطلع. هذا ليس من الإكرام.

إذَن نقول: يجب إكرامُه بما جرتْ به العادة في طعامه وشرابه ومنامه، والحديث عامٌّ.

مناسبة ذِكْر الضيافة في كتاب الأطعمة، ويش المناسبة؟

هذا من باب الاستطراد: لما ذَكَر ما حُرِّم لحقِّ الله من الحيوانات السابقة وغيرها، ثم ذَكَر ما يتعلَّق باحترام مال المسلم، ذَكَر أيضًا الضيافة، فهذا وجْه المناسبة.

والحاصل أنَّ الضيافة واجبة بشروط:

أن يكون الضيف مسلمًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>