لو أنَّ رجُلًا صالَ عليه جَمَل، بيأكله ها الجمل، وكان معه سيفٌ، فأراد أنْ يدفع عن نفسه فقال: باسم الله. وضربه دفاعًا عن النفس حتى أصابَ منحره أو مذبحه، يحِلُّ ولَّا ما يحِلُّ؟
طالب: على الخلاف.
طالب آخَر: إذا نظرْنا إلى ( ... ) لا يحِلُّ.
الشيخ: لا، هذا ما يحِلُّ على القولينِ، ليش؟ لأنه ما قصدَ التذكية، قصدَ الدفاعَ عن نفسه، ولهذا لا يُهِمُّه أن يضربه في رقبته، في رأسه، في ظهره، ما يُهِمُّه.
أمَّا لو قصدَ التذكية؛ قال: هذا ما دام صالَ عليَّ بأذبحه ذبحًا وأقصد التذكية، لكنْ مع قصْدِ دفْع الصول، فهُنا ينبني على الخلاف، أعرفتم الآن؟
إذَنْ لا بدَّ من القَصْد (أنْ يكون عاقلًا)، وقلنا: إن أهليَّة المذكِّي تدور على أمرين: العقل والدين. ما هو الدين؟
قال المؤلف:(مُسْلِمًا أو كتابيًّا).
المسلم هنا: مَن دان بشريعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذه الشريعة نَسختْ جميعَ الأديان، كلُّ الأديانِ الآن باطلةٌ ما عدا شريعة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ومَن زَعَمَ أنَّ دينًا غير الإسلام قائمٌ اليوم مقبولٌ عند الله فهو كافرٌ مرتدٌّ؛ لأنه كذَّب قول الله تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩]، وهذه الجملة تُفيد الحصر لتعريف طرفيها، وقال:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}[آل عمران: ٨٥]، فالآن لا فرْقَ بين اليهوديِّ والنصرانيِّ والشيوعيِّ والمرتدِّ وغيرِهم في أن دينهم لن يُقبَل ولن ينفعهم عند الله.
هل يُمكن أن يُطْلق الإسلامُ على غير المسلمين في حال قيام شرائعهم؟
نعم، وهذا في القرآن كثيرٌ؛ قال الله تعالى عن بلقيس:{رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[النمل: ٤٤]، والآياتُ في هذا المعنى كثيرة.